الظلم عند الموت, لا الموت حالة الظلم, أو يحمل السكران على الذي أخذ في مباديء النشاط وزال عنه غلبة الخمر, وسمي سكرانًا تسمية للشيء باسم ما كان عليه, يدل عليه {حتى تعلموا ما تقولون} أي حتى يتكامل العقل فيكم, وإنما نهى عن الصلاة في تلك الحالة وإن فهم الخطاب لعدم تثبته في تلك الحالة, وعدم محافظته على أركان الصلاة والخشوع فيها, كالغضبان يقال له: اسكت حتى تعلم ما تقول, أي حتى يتكامل علمك, وليس الغرض نفي العلم عنه بالكلية.
قلت: وقول المصنف: (المراد الثمل) فيه نظر؛ لأن الثمل عند أهل اللغة هو الذي بلغ نهاية السكر, ولا يصح حمله على المنشي أيضًا؛ لأن قوله تعالى:{حتى تعلموا ما تقولون} يرده, إذ المنتشي آيل إلى إتلاف العقل لا إلى تكامله.
قال: (قولهم: الأمر يتعلق بالمعدوم, لم يرد تنجيز المكلف, وإنما أريد التعلق العقلي.
لنا: لو لم يتعلق به لم يكن أزليا؛ لأن من حقيقه التعلق وهو أزلي.
قالوا: أمر ونهي وخبر من غير محل موجود محال.
قلنا: محل النزاع, وهو استبعاد, ومن ثم قال ابن سعيد: إنما يتصف