والاستثنائي: نقيضه.
فالأول بغير شرط ولا تقسيم ويسمى المبتدأ فيه موضوعًا, والخبر محمولًا, وهي الحدود, فالوسط: الحد المتكرر, وموضوعه: الأصغر, ومحمولة: الأكبر, وذات الأصغر: الصغرى, وذات الأكبر: الكبرى).
أقول: لما ذكر مادة القياس وهي القضايا, شرع في صورته وهي الهيئة الحاصلة من تركيب مواده, أي لابد وأن يكون على إحدى هاتين الصورتين:
إما اقتران وسط بجزئين وهو الاقتراني, وذكره إما بتقدير قياس, أو لأنه صفة للاجتماع المفهوم من الصورة.
وإما باستثناء أحد جزئي شرط أو تقسيم, والاستثناء بمعنى التثني, وهو التكرير.
فالاقتراني: ما لا يذكر اللازم فيه - وهو النتيجة - بالفعل, بل بالقوة.
والاستثنائي: ما يذكر اللازم فيه أو نقيضه بالفعل, كقولنا: إن كان هذا إنسانًا فهو حيوان, لكنه إنسان فهو حيوان, أو لكنه ليس بإنسان فليس بحيوان, والنتيجة مذكورة بالفعل في الأول, ونقيضها مذكور بالفعل في الثاني, وكذا في المنفصل.
ولو قال: والاستثنائي بخلافه, كان أولى, إذ ليس الاستثنائي بنقيض للاقتراني, لكن أراد خاصة هذا نقيض خاصة هذا, فالأول يعني الاقتراني