روعيت في كل ملة، إذ هي من المهمات، ولا قيام للشرع دونها، فلابد من مشروعيتها لتحفظ بها المصالح المهمة للعباد، وانحصارها في الخمسة نظرا إلى الواقع، والعلم بانتفاء مقصد ضروري خارج عنها بالعادة، وقد يتكلف الحصر بناء على أن القوى ثلاثة: نفسانية، وشهوانية، وغضبية، والغرض من بعثة الرسل إقامة هذه القوى على المنهج القويم.
وصلاح الأولى يتوقف على العقل والدين، والثانية على المال والنكاح، والثالثة على القصاص، فصارت خمسا.
الأول: حفظ الدين بشرع إيجاب المقاتلة مع الكفار.
الثاني: حفظ النفس بشرع إيجاب القصاص لكونه طريقا صالحا لحصول هذا المقصود.
الثالث: حفظ العقل بشرع الحد.
الرابع: حفظ النسل بشرع حد الزنا.
الخامس: حفظ المال الذي به المعاش بشرع حد السارق والمحارب.
وأما المكمل للضروري: فكحد قليل المسكر الذي لا يزيل العقل، إذ حفظ العقل حاصل بتحريم المسكر، إنما حرم القليل للتتميم والتكميل؛ لأن قليله يدعو إلى كثيره بما يورث النفس من الطرب المطلوب زيادته بزيادة سببه إلى أن يسكر.
الضرب الثاني: غير الضروري، وينقسم إلى: حاجي، وغيره.
والأول ينقسم إلى: حاجي في نفسه، وإلى مكمل له.
أم الحاجي في نفسه: فكالبيع، والإجارة، والقراض، والمساقاة،