للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متصفة بالمشتق منه, لا على خصوصية تلك الذات من جسمية أو غيرها, فإن علم شيء من ذلك فإنما هو بدلالة الالتزام, وذلك أن العرض لا يقوم بعرض, ويدل على ذلك أن قولنا: الأسود جسم, كلام مفيد, فلو دل الأسود على خصوص الجسم, لكان المعنى: الجسم ذو السواد جسم, فيكون تكرارًا بلا فائدة, ولو دل على غير الجسم, لكان المعنى: غير الجسم الأسود جسم, فيكون تناقضًا.

قيل: إنما يلزم التكرار لو دل عليه مطابقة, أما إذا دل عليه تضمنًا فلا, كما يقال: الإنسان حيوان, مع أن معناه: الحيوان الناطق حيوان, ولا يعد تكرارًا.

وأيضًا: يصح أن يقال: الأسود ذات, مع أنه يدل على ذات متصفة بسواد, فيكون معناه: الذات الأسود ذات, ولا يعد تكرارًا, بل الأولى في عدم دلالته على خصوص الجسم أو غيره النقل, فإنه وضع لشيء متصف بسواد أعم من أن يكون جسمًا أو غيره.

وفيه نظر؛ لأن الإنسان حيوان وإن صح الحمل, لكنه غير مفيد بخلاف المذكور. وكذا الثاني أيضًا, نمنع كونه مفيدًا من غير تكرار, على أنا نمنع دلالة الإنسان على الحيوان الناطق لغة.

<<  <  ج: ص:  >  >>