للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورد: بأن حصول العلم لنا بالفيض [علينا] لا بالاختيار.

قال: (ثم نقول: لو كان ضروريًا لكان بسيطًا إذ هو معناه, ويلزم أن يكون كل معنى علمًا).

أقول: لما كان لا يلزم من إبطال الدليل إبطال المدلول, احتج الآن على كونه مكتسبًا بأنه مركب وكل مركب كسبي, بيان الصغرى من وجهين: الأول: أنه نوع من مقولة الكيف, أو من مقولة الانفعال على الرأيين فيكون داخلًا تحت أحد هذين الجنسين, وحينئذ لابد له من فصل.

الثاني: [أنه] لو لم يكن مركبًا لكان بسيطًا؛ إذ لا واسطة, ولو كان بسيطًا لكان كل معنى علمًا.

بيان اللزوم؛ أن كل علم معنى, فلو لم يكن كل معنى علمًا, لكان المعنى أعم من العلم, فكان العلم مركبًا من المعنى وأمر آخر مختص, والتقدير: البساطة.

وأما بيان بطلان الثاني؛ فلأن كثيرًا من المعاني ليست بعلوم, كالجود والشجاعة, وغيرهما.

وأما بيان الكبرى؛ فلأن المركب يتوقف تصوره على تصور أجزائه, وهي / غيره, وما توقف تصوره على تصور غيره فهو كسبي.

وقوله: (إذ هو معناه) بيان للملازمة, أي يلزم الضرورة البساطة؛ لأن البسيط نفس الضروري؛ لأن اشتراكهما في عدم التوقف لا يستلزم اتحاد

<<  <  ج: ص:  >  >>