تقدم [ولخروج شيء من الصورة] وأيضًا [الأشياء] التي لا وجود لها في الخارج ليست [أشياء] انتزعت هذه منها, مع أن علم الله تعالى غير منتزع من شيء, والألف واللام في الشيء في الرسمين معًا ليست للعهد فلا يرد قولهم: صورة الشيء إن لم تكن مطابقة له, لم تكن صورة له.
إذا عرفت هذا فالعلم بهذا المعنى يصدق على الجهل والتقابل بين المفرد, وإيقاع النسبة تقابل العدم والملكة, وإنما حملنا قوله:(وعلم بنسبة) على إيقاع نسبة؛ لأن العلم بنفس النسبة تصور, فما ليس إيقاعًا بنسبة مفرد, سواء كان مركبًا أم لا, والعلم المتعلق به في الحالين يسمى تصورًا, ولهذا كان العلم المتعلق بنفس النسبة تصورًا, والمنطقيون يسمون ما يتعلق بالمفرد تصورًا لأنه ليس إلا حصول صورته, ويسمون ما تعلق بإيقاع نسبة أو انتزاعها تصديقًا؛ لأنه ليس إلا الحكم بأن هذا مطابق لما في الخارج أو لا.
وسمي تصديقًا له بأشرف عارضيه, وبعض الأصوليين يسمون الأول معرفة؛ لأن العلم يتعلق بالنسبة, فلهذا يتعدى إلى مفعولين, والمعرفة تتعلق بالمفرد, فلهذا تتعدى إلى واحد فقط, والتصديق نفس الحكم عند