للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كالحركة والسواد] , وأما انتفاء اللازم, فلأنهما لو كان مثلين / أو ضدين لم يجتمعا في محل؛ لاستلزام اجتماعهما اجتماع النقيضين, لكنهما يجتمعان قطعًا في الطلب وفي الوجود, فلو قال: «تحرك, لا تسكن» اجتمعا معًا في الطلب, فلو فعل الحركة اجتمعا معًا في الوجود.

ولو كانا خلافين لجاز اجتماع كل منهما مع ضد الآخر ومع خلاف الآخر؛ لأن ذلك حكم الخلافين, كما يجتمع البياض - وهو خلاف الحلاوة - مع الحموضة التي هي ضد الحلاوة, [ومع الرائحة التي هي خلاف الحلاوة] , لكن اجتماعهما محال؛ لأن الأمر بالشيء مع ضد النهي عن ضده نقيضان, أو تكليف بغير الممكن؛ لأن «اسكن» مع «تحرك» الذي هو ضد «لا تتحرك» بالنظر إلى ذاتيهما تكليف بغير الممكن, وبالنظر إلى ما يستلزمان نقيضان.

أجاب المصنف: بأن القاضي إن أراد بقوله: (طلب المأمور به عين طلب ترك ضده) , أن طلب المأمور به هو طلب الكف عن ضده.

سلمنا أنهما خلافان, ونمنع ما جعل القاضي لازم الخلافين عند هذا التفسير, إذ قد يتلازم الخلافان, كالعلة ومعلولها المساوي, فيستحيل

<<  <  ج: ص:  >  >>