للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تحقق الجزء, كان الجزء علة لتقدم مفهومها, فكان على لتميزها؛ لأنه لما لم يعتبر الجزء لم تكن هناك ماهية فضلًا عن امتيازها, ثم لما ذكر الجنس والنوع أراد أن يذكر رسمهما, ولما كان الجنس تمام الماهية المشتركة كما تقدم, وتمام الماهية مقول في جواب ما هو؟ كان الجنس ما اشتمل على مختلف بالحقيقة مقولًا عليها في جواب ما هو؟ .

قوله: (مختلف بالحقيقة) خرج النوع الحقيقي, وبقوله: (في جواب ما هو؟ ) خرج الفصل, والخاصة, والعرض العام.

وكل من المختلف المقول عليه وعلى غيره الجنس في جواب ما هو, نوع إضافي, واللام في المختلف للعهد, فيخرج الفصل والخاصة والعرض العام؛ لأن الجنس لا يقال على شيء منها في جواب ما هو؟ , ولا يرد الصنف من الشخص, لأن قوله: (مختلف بالحقيقة) أي بالماهية من حيث هي.

وقوله: (بالحقيقة) يعطي ذلك, فيخرج الصنف والشخص؛ لأن اختلافهما بالعوارض, فاختلاف / الفرس المعين وزيد بالعوارض, والاختلاف بالحقيقة إنما هو يبين نوعيهما.

ويطلق النوع بالاشتراك اللفظي على ذي آحاد متفقة الحقيقة مقول عليها في جواب ما هو؟ ويسمى نوعًا حقيقيًا, لأن نوعيته [ليس] بالقياس إلى الأعلى فوقه بخلاف الإضافي, فلا يرد فصل النوع الأخير, إذ ليس بمقول

<<  <  ج: ص:  >  >>