للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

- ط -

وقد عبّر التقىّ التميمىّ عن ضيقه بهذا المنصب، وألمه لمهانة الفقهاء بقوله (١):

أحبابنا نوب الزمان كثيرة … وأمرّ منها رفعة السّفهاء

فمتى يفيق الدهر من سكراته … وأرى اليهود بذلّة الفقهاء

وقال (٢):

ما أبصرت عين امرئ … فى الدهر يوما مثلنا

عشق وحرمان به … أبدا ترانا فى عنا

الدّون لا نرضى به … والعال لا يرضى بنا

وقد ساق الخفاجىّ طرفا من شعر التقىّ التميمىّ (٣)، يدل على تمكّنه من ناصية البيان، كما ضمّن التميمىّ طبقاته بعض قصائده، ومنها قصيدته التى مدح بها معاصره أحمد بن حسن ابن عبد المحسن الرومىّ، وقد بلغت أبياتها ٦٨ بيتا، افتتحها بقوله (٤):

لى فى الغرام بمن أهوى صبابات … لها نهايات من يهوى بدايات

ومنها أيضا قصيدته التى مدح بها السلطان مراد خان بن السلطان سليم خان، حين قدّم إليه كتابه «الطبقات السنية» وبلغت أبياتها ١٩ بيتا، افتتحها بقوله (٥):

دانت لهيبتك الأيّام والأمم … وقد أطاعك فيها السيف والقلم

وتقدم البيت الذى يذمّ فيه ولده العاقّ، ولعله من رسالة كلها على هذا النحو، كما تجد كثيرا من الأبيات المفرّقة، والمقطوعات المنثورة من شعره فى «الطبقات».

وهو صاحب نثر أيضا، ذكر ذلك الشهاب الخفاجىّ (٦).


(١) ريحانة الألباء ٢/ ٢٨.
(٢) ريحانة الألباء ٢٩،٢/ ٢٨، وذكر الخفاجى أن العال بمعنى العالى، وقال: إنها عامية مبتذلة.
(٣) ريحانة الألباء ٢/ ٢٩ - ٣١، والمحبى أيضا فى: خلاصة الأثر ٤٨٠،١/ ٤٧٩، ونفحة الريحانة ٣/ ٢٢٠.
(٤) القصيدة فى ترجمة رقم ١٧٧، من هذا الجزء.
(٥) القصيدة فى مقدمة هذا الجزء صفحة ٩
(٦) ريحانة الألباء ٢/ ٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>