للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المدرسة الصّالحيّة بعياله، واستمرّ فيها، وأقام قاضيا نحو عشرين سنة متوالية، لم يدخل عليه فيها نقص، ولا نسب فيها إلى ما يعاب به.

وكان يعتنى بالطلبة والنّجباء من الحنفية، فيفضل عليهم، وينعش حال فقيرهم، ويجلّ كبيرهم، ويتجاوز عن مسيئهم، ويجمع الجميع على طعامه غالبا، ويسعى لهم فى جميع ما يعرض ممّا يتعلّق به وبغيره من الأكابر، وربّما ركب فى ذلك بنفسه إلى من هو مثله، وإلى من هو دونه، حتى ركب مرّة الى صيرفىّ بعض الأمراء فى قضاء حاجة فقيه من الطلبة.

ولقد بالغ الشيخ تقىّ الدّين المقريزىّ فى إطرائه، والثّناء عليه، حتى قال: لو كتبت مناقبه لاجتمع منها سفر ضخم.

وقال ابن حبيب فى حقّه: كان وافر الوقار، لطيف الذّات، مقدّما عند الملوك، عارفا بالأحكام، ليّن الجانب، شديدا على المفسدين، متواضعا مع أهل الخير، وسدّ أبواب الرّيب، وامتنع من استبدال الأوقاف، وصمّم على ذلك، ولم يخلّف بعده مثله، خصوصا من الحنفيّة. انتهى.

مات فى حادى عشرى شعبان، سنة تسع وستين وسبعمائة، وقيل فى رمضان منها.

رحمه الله تعالى.

***

١٠٦٦ - عبد الله بن على بن عمر السّنجارىّ، تاج الدين،

أبو عبد الله، المعروف بابن قاضى صور (*)

ولد سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة.

وتفقّه على الشيخ عزّ الدّين حسن بن عيون، وغيره.

ونظم «المختار» فى الفقه، و «السّراجيّة» فى الفرائض، وله كتاب «البحر الحاوى


(*) ترجمته فى: تاج التراجم ٣٢، الدرر الكامنة ٢/ ٢٨٢، شذرات الذهب ٦/ ٣٦٥، الفوائد البهية ١٠٣، كشف الظنون ١٦٢٣،٢/ ١٢٤٩،١/ ٢٢٤، هدية العارفين ١/ ٤٦٨. والصور: قلعة حصينة عجيبة على رأس جبل قرب ماردين بين الجبال. معجم البلدان ٣/ ٤٣٥.