للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٥٦٤ - بشر بن غياث بن أبى كريمة

أبو عبد الرحمن المريسىّ (*)

مولى زيد بن الخطّاب.

كان يسكن فى الدّرب المعروف به، ويسمّى درب المريسىّ (١)، وهو بين نهر الدّجاج ونهر البزّازين.

أخذ الفقه عن أبى يوسف القاضى، واشتغل بالكلام، وجرّد القول بخلق القرآن، وحكى عنه أقوال شنيعة، ومذاهب مستنكرة، أساء أهل العلم قولهم فيه بسببها، وكفّره أكثرهم لأجلها (٢).

وكان الأليق بكتابنا هذا عدم ذكره، والإضراب عن الاعتناء بأمره، فإنه كان- والحقّ أحقّ أن يتّبع-سيّئة من سيّئات الزمان، ونقمة من نقم الحدثان، لكن ذكرناه تبعا للغير، وتحذيرا منه ومن العمل بطريقته، ولاحتمال أن يكون الله قد هداه قبل الموت إلى الحقّ واعتقاده، وإلاّ فالمشهور أنّ الرجل كان غير متقيّد بدين ولا مذهب، وسنذكر ما قاله فى حقّه الثّقات الأثبات، من غير ميل إليه، وانحراف عنه، والله تعالى أعلم بالصّواب.

قال فى «الجواهر»: أخذ الفقه عن أبى يوسف، وبرع فيه، ونظر فى الكلام والفلسفة.

قال الصّيمرىّ، فيما جمعه: ومن أصحاب أبى يوسف خاصّة بشر بن غياث المريسىّ، وله تصانيف، وروايات كثيرة عن أبى يوسف، وكان من أهل الورع والزّهد، غير أنه رغب الناس عنه فى ذلك الزمان، لاشتهاره بعلم الكلام، وخوضه فى ذلك، وعنه أخذ حسين النّجّار (٣) مذهبه، وكان أبو يوسف يذمّه.


(*) ترجمته فى: الأنساب ٥٢٣ ظ،٥٢٤ و، تاريخ بغداد ٧/ ٥٦ - ٦٧، الجواهر المضية، برقم ٣٧٠، روضات الجنات ٢/ ١٣٤، شذرات الذهب ٢/ ٤٤، طبقات الفقهاء للشيرازى ١٣٨، العبر ١/ ٣٧٣، الفوائد البهية ٥٤، الكامل ٦/ ٤٤١، كتائب أعلام الأخيار، برقم ١٠١، كشف الظنون ١/ ٦٣١، اللباب ٣/ ١٢٨، لسان الميزان ٢/ ٢٩، مرآة الجنان ٢/ ٧٨، معجم البلدان ٤/ ٥١٥، ميزان الاعتدال ٣٢٣،١/ ٣٢٢، النجوم الزاهرة ٢/ ٢٢٨، وفيات الأعيان ٢٧٨،١/ ٢٧٧.
وسيأتى الكلام على نسبة «المريسى» قبل نهاية الترجمة.
(١) فى الأصول مكان هذا: «وهو نهر الدجاج»، وهو خطأ، صوابه فى تاريخ بغداد ٧/ ٥٦، والنقل عنه.
(٢) هذا كلام الخطيب البغدادى، وما يأتى كلام المصنف.
(٣) هو الحسين بن محمد بن عبد الله النجار، رأس الفرقة النجارية من المعتزلة، المتوفى نحو سنة عشرين ومائتين.
انظر: الإمتاع والمؤانسة ١/ ٥٨، واللباب ٣/ ٢١٥، والملل والنحل ١/ ٨٨.