تحت فراشه حيّة بطوله، فقتلوها، فقلت: قد انضاف إلى كمال أمير المؤمنين علم الغيب.
فقال: معاذ الله، ولكن هتف بى هاتف السّاعة وأنا نائم، فقال:
يا راقد الليل انتبه … إنّ الخطوب لها سرى
ثقة الفتى بزمانه … ثقة محلّلة العرى
وعلمت أنّه قد حدث أمر، إمّا قريب، وإمّا بعيد، فتأمّلت ما قرب، فكان ما رأيت.
***
١١١٠ - عبد الله بن يوسف بن محمد الزّيلعىّ،
جمال الدّين، أبو محمد (*)
اشتغل، وسمع من أصحاب النّجيب، وأخذ عن الفخر الزّيلعىّ شارح «الكنز»، وعن القاضى علاء الدّين ابن التّركمانىّ، وغيرهما، ولازم مطالعته كتب الحديث، إلى أن خرّج أحاديث «الهداية»، وأحاديث «الكشّاف»، فاستوعب ذلك استيعابا بالغا.
ومات بالقاهرة، فى المحرّم سنة اثنتين وسبعمائة.
قال فى «الدّرر»: ذكر لنا شيخنا العراقىّ، أنّه كان يوافقه فى مطالعة الكتب الحديثيّة، لتخريج أحاديث «الإحياء»، والأحاديث التى يشير إليها التّرمذىّ فى الأبواب، والزّيلعىّ لتخريج أحاديث «الهداية»، و «الكشّاف»، فكان كلّ منهما يعين الآخر، ومن كتاب الزّيلعىّ فى تخريج أحاديث «الهداية» استمداد الزّركشىّ فى كثير ممّا كتبه من تخريج أحاديث «الرّافعىّ».
قال ابن العديم: ومن خطّه نقلت: شاهدت بخطّ شيخ الإسلام، حافظ الوقت، شهاب الدّين أبى الفضل أحمد ابن حجر العسقلانىّ، ما صورته. فذكر غالب ما نقلناه هنا من «الدّرر»، ومنه: حتى جمع تخريج أحاديث «الهداية»، فاستوعب فيه ما ذكره من الأحاديث والآثار فى الأصل، وما أشار إليه إشارة، ثم اعتمد فى كلّ باب أن يذكر أدلّة المخالفين، ثم هو فى ذلك كثير الإنصاف، يحكى ما وجده من