للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال أبو طالب: كنت مع أبى ببغداد، وأنا جالس على باب داره، فخرج من عنده جماعة من أصحاب الحديث، وهم يقولون: قد حدّث بالحديث الفلانىّ، عن سفيان بن عيينة، فأخطأ فيه، قال: كذا، وإنما هو كذا-لم يقم أبو طالب على ذكر الحديث.

قال أبو طالب: فدخلت على أبى، فأعلمته ما قالوا، فقال: يا غلام ارددهم. فردّهم، فقال لهم: حدّثنى سفيان بن عيينة بهذا الحديث، كما حدّثتكم به، وحدّثنى به سفيان بن عيينة مرة أخرى بكيت وكيت، فذكر الوجه الذى قالوه، ثم قال: وأنا فيما حدّثتكم به أثبت من يدى على زندى.

وكانت ولادته بالأنبار، سنة أربع وستين ومائة.

ومات بها، فى سنة اثنتين وخمسين ومائتين، رحمه الله تعالى.

وقد ذكر ابن السّبكىّ، إسحاق هذا فى «طبقات الشافعية» (١)، وذكر أنه روى عن الشّافعىّ، وكأنه إنما ذكره لروايته هذه فقط، لا لكونه شافعيّا، فإن إسحاق هذا، وجميع أهل بيته، كانوا حنفيّة بلا تردّد، والله تعالى أعلم.

***

٤٥٥ - إسحاق بن عبد الله بن إسحاق

أبو يعقوب، النّصرىّ (*)

شيخ أصحاب أبى حنيفة، وعالمهم، وفقيههم، بجرجان.

روى عن أبى علىّ الصّوّاف، ودعلج، ومحمد بن إبراهيم الشافعىّ، ونعيم بن عبد الملك، ومحمد بن الحسين بن ماهيان (٢).

وروى عنه ولده الرّضىّ بن إسحاق النّصرىّ (٣).


(١) ذكره ابن السبكى فى طبقات الشافعية الوسطى، وانظر حاشية طبقات الشافعية الكبرى ٢/ ٩٣. كما ذكره ابن أبى يعلى، فى طبقات الحنابلة ١/ ١١١.
(*) ترجمته فى: تاريخ جرجان ١٢٤، الجواهر المضية، برقم ٢٩٧.
وفى الأصول: «عبيد الله … البصرى»، وهو خطأ، صوابه فى تاريخ جرجان، فى ترجمة والده صفحة ٢٢٥، وجاء «النصرى» على الصواب فى الأنساب، آخر الكتاب.
(٢) فى تاريخ جرجان: «ماهيار».
(٣) فى الأصول: «البصرى»، وقد تقدم الكلام على ذلك.