قرأ على المولى سيّدى محمد القوجوىّ، والمولى محمد بن حسن السّامونىّ، وغيرهما.
وصار مدرّسا ببعض المدارس، ثم إنّه اختار العزلة، وانقطع إلى العبادة، وترك الاختلاط بأهل الدنيا، إلى أن مات، فى سنة سبع وخمسين وتسعمائة.
وكانت له مشاركة فى العلوم العقليّة والنقليّة، وله مزيد اختصاص بالتفسير، وكان من خيار الناس، تغمّده الله تعالى برحمته.
***
١٠٧٥ - عبد الله بن لطف الله بن محمد بن بهاء الدّين،
المشهور فى الدّيار الرّوميّة ببهاءالدين زاده
من فضلاء موالى الدّيار الرومية.
اشتغل وحصّل، ودرّس وأفاد، وبلغ من الفضائل غايات المراد، وصار ملازما من العلاّمة أبى السّعود العمادىّ، وكان له به عناية كاملة، واختلاط كثير، يتردّد إليه فى غالب الأوقات، ويقيّد عنه كثيرا من الفوائد المهمّات، إلى أن لحق باللّطيف الخبير.
وقد ولى صاحب الترجمة مدارس متعدّدة، من أجلّها إحدى المدارس الثّمان، والمدرسة السّليميّة، بمدينة إصطنبول، وإحدى المدارس السّليمانيّة، ومنها تولّى قضاء الغلطة، مضافة إلى أبى أيّوب الأنصارىّ، رحمه الله تعالى، ثم ولى قضاء بروسة، ثم قضاء أدرنة، ثم قضاء إصطنبول، ثم قضاء العسكر، بولاية أناطولى، وأقام مدة يسيرة، ثمّ عزل، وولى عوضا عنه ملاّ أحمد الأنصارىّ، المتقدّم ذكره فى محلّه.
وقد اجتمعت به فى مدينة إصطنبول، فى سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة، ورأيته كامل الأوصاف من العقل والتّدبير، والعلم والمعرفة.
وذكر أنّه صنّف «حاشية» على «شرح المفتاح» للسّيّد، ولكنها فى المسوّدة ما