للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقد أخبرنى أخوه الشيخ الفاضل عمر، الشهير كأخيه بابن نجيم، أنّ أخاه، صاحب الترجمة، أخذ عن جماعة من علماء الدّيار المصريّة؛ منهم: الشيخ العلاّمة أمين الدين بن عبد العال الحنفىّ، والشيخ أبو الفيض، وشيخ الإسلام ابن الحلبىّ، وغيرهم.

وأخذ العلوم العربيّة والعقليّة عن جماعة كثيرة؛ منهم: الشيخ العلاّمة نور الدين الدّيلمىّ المالكىّ، وكان من عباد الله الصالحين، وعلمائه العاملين، والشيخ العلاّمة شقير المغربىّ، أحد تلامذة الإمام العلاّمة الرّحلة الفهّامة، عالم الرّبع المعمور، كما هو فى أوصافه مشهور، الشيخ مغوش (١) المغربىّ، وغيرهم ممّن لم يحضرنى اسمه، ولا أخبرنى به أحد من الثّقات.

وله من التّصانيف: «البحر الرّائق، بشرح كنز الدّقائق»، وهو أكبر مؤلّفاته، وأكثرها نفعا، لكنّ حصول/المنيّة منعه من بلوغ الأمنيّة، فما أكمله، ولا بحلية التّمام جمّله، وقد وصل فيه إلى أثناء الدّعاوى والبيّنات.

و «شرح المنار»، فى أصول الفقه.

وله «الأشباه والنّظائر» وهو كتاب رزق السعادة التّامّة بالقبول عند الخاصّ والعامّ، ضمّنه كثيرا من القواعد الفقهيّة، والمسائل الدّقيقة والأجوبة الجليّة، والذى يغلب على الظّنّ أنه لا يخلو منه خزانة أحد قدر على تحصيله من العلماء بالدّيار الرّوميّة.

واختصر «تحرير الإمام ابن الهمام» فى أصول الفقه، وسمّاه «لبّ الأصول».

وله رسائل كثيرة، فى فنون عديدة، تزيد على أربعين رسالة.

وأمّا تعاليقه على هوامش الكتب وحواشيها، وكتابته على أسئلة المستفيدين، والأوراق التى سوّدها بالفوائد والأبحاث الرّائقة فى أكثر الفنون، ومات قبل أن يجمعها ويحرّرها ويخرجها إلى الوجود، فشئ لا يمكن حصره، ولا يوجد عند غالب علمائنا فى هذا العصر عشره، ولولا معاجلة الأجل، قبل بلوغ الأمل، لكان فى الفقه وأصوله خصوصا، وفى أكثر الفنون عموما، أعجوبة الدهر، ونادرة العصر.

وفى الجملة، كان من مفاخر الدّيار المصريّة. رحمه الله تعالى.

***


(١) هو: شمس الدين محمد بن محمد الكرمى التونسى المالكى، شيخ الإسلام، وقاضى العسكر بتونس. توفى بالقاهرة سنة سبع وأربعين وتسعمائة.
شذرات الذهب ٨/ ٢٧٠، الشقائق النعمانية (بهامش وفيات الأعيان) ٢/ ٥٢ - ٥٤.