للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فى العلم والأدب، وجلالة شأنه فى العلوم والكرم، وتفرّده بغايات المحاسن، وجمعه أشتات المفاخر؛ لأنّ همّة قولى تنخفض عن بلوغ أدنى فضائله ومعاليه، وجهد وصفى يقصر عن أيسر فواضله ومساعيه، ولكنّى أقول: هو صدر المشرق، وتاريخ المجد، وغرّة الزمان، وينبوع العدل والإحسان، ومن لا حرج فى مدحه بكلّ ما يمدح به مخلوق، ولولاه ما قامت للفضل فى دهرنا سوق، وكانت أيامه للعلويّة والعلماء والأدباء والشعراء، وحضرته محطّ رحالهم، وموسم فضلائهم، ومنزع آمالهم، وأمواله مصروفة إليهم، وصنائعه مقصورة عليهم، وهمّته فى مجد يشيّده، وإنعام يجدّده، وفاضل يصطنعه، وكلام حسن يصنعه أو يسمعه، ولمّا كان نادرة عطارد فى البلاغة، وواسطة عقد الدّهر فى السّماحة، جلب إليه من الآفاق وأقاصى البلاد كلّ خطاب جزل، وقول فصل، وصارت حضرته مشرعا لروائع الكلام، وبدائع الأفهام، وثمار الخواطر، ومجلسه مجمعا لصوب العقول، وذوب العلوم، ودرر القرائح، فبلغ من البلاغة ما يعدّ فى السّحر، ويكاد يدخل فى حدّ الإعجاز، وسار كلامه مسير الشمس، ونظم ناحيتى الشرق والغرب، واحتفّ به من نجوم الأرض، وأفراد العصر، وأبناء الفضل، وفرسان الشّعر، من يربى عددهم على شعراء الرشيد، ولا يقصّرون عنهم فى الأخذ برقاب القوافى، وملك رقّ المعانى، فإنّه لم يجتمع بباب أحد من الخلفاء والملوك، مثل ما اجتمع بباب الرشيد من فحولة الشعراء المذكورين، كأبى نواس، وأبى العتاهية، والعتّابىّ، والنّمرىّ، ومسلم بن الوليد، وأبى الشّيص، ومروان بن أبى حفصة، ومحمد ابن مناذر، وجمعت حضرة الصاحب بأصبهان والرّىّ وجرجان مثل أبى الحسن السّلامىّ، وأبى بكر الخوارزمىّ، وأبى طالب المأمونىّ، وأبى الحسن البديهىّ، وأبى سعيد الرّستمىّ، وأبى القاسم الزّعفرانىّ، وأبى العباس الضّبّىّ، وأبى الحسن بن عبد العزيز الجرجانىّ، وأبى القاسم ابن أبى العلاء، وأبى محمد الخازن، وأبى هاشم العلوىّ، وأبى الحسن الجوهرىّ، وبنى المنجّم، وابن بابك، وابن القاشانىّ، وأبى الفضل الهمذانىّ، وإسماعيل الشّاشىّ، وأبى العلاء الأسدىّ، وأبى الحسن الغويرىّ، وأبى دلف الخزرجىّ، وأبى حفص الشّهرزورىّ، وأبى معمر الإسماعيلىّ، وأبى الفيّاض الطّبرىّ، وغيرهم ممّن لم يبلغنى ذكره، أو ذهب عنى اسمه.

ومدحه مكاتبة: ابن الموسوىّ، وأبو إسحاق الصّابىّ، وابن الحجّاج، وابن سكّرة، وابن نباتة.