للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قعقعة الثّلج بماء عذب … تستخرج الحمد من اقصى القلب

ثم يقول: اللهمّ جدّد اللّعن على يزيد.

وانتحل (١) أحد المتشاعرين شعرا له، وبلغه ذلك، فقال: بلّغوه عنّى:

سرقت شعرى وغيرى … يضام فيه ويخدع

فسوف أجزيك صفعا … يكدّ رأسا وأخدع

فسارق المال يقطع … وسارق الشّعر يصفع

فلما سمع المنتحل ذلك، اتخذ الليل جملا، وهرب من الرّىّ.

وعن القاضى أبى الحسن على بن عبد العزيز الجرجانىّ (٢)، أنّه قال: إنّ الصّاحب كان يقسم لى من إقباله وإكرامه بجرجان، أكثر ممّا يتلقّانى به فى سائر البلاد، وقد استعفيت يوما من فرط تحفّيه بى، وتواضعه لى، فأنشدنى:

أكرم أخاك بأرض مولده … وأمدّه من فعلك الحسن

/فالعزّ مطلوب وملتمس … وأعزّه ما نيل فى الوطن

ثم قال لى: قد فرغت من هذا المعنى فى العينيّة. فقلت: لعلّ مولانا يريد قولى:

وشيّدت مجدى بين قومى فلم أقل … ألا ليت قومى يعلمون صنيعى

فقال: ما أردت غيره. والأصل فيه قول الله تعالى: ﴿يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ﴾ (٣).

وعن عون الهمذانىّ، قال (٤): أتى الصّاحب بغلام مثاقف، فلعب بين يديه، فاستحسن صورته، وأعجب بمثاقفته، فقال لأصحابه: قولوا فى وصفه. فلم يصنعوا شيئا، فقال الصّاحب، رحمه الله تعالى:

ومثاقف فى غاية الحذق … فاق حسان الغرب والشرق


(١) يتيمة الدهر ٣/ ٢٠٠.
(٢) يتيمة الدهر ٢٠٣،٣/ ٢٠٢.
(٣) سورة يس ٢٧،٢٦.
(٤) يتيمة الدهر ٣/ ٢٠٦.