للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الله تعالى يقول: حججت مع أبى، سنة ثلاث/وتسعين، ولى (١) ستّ عشرة (١) سنة، فإذا شيخ قد اجتمع عليه الناس، فقلت لأبى: من هذا الشيخ؟ فقال: هذا رجل قد صحب رسول الله ، يقال له: عبد الله بن الحارث بن جزء (٢). قلت لأبى: فأىّ شئ عنده؟ قال: أحاديث سمعها من رسول الله . فقلت لأبى: قدّمنى إليه، حتّى أسمع منه. فتقدّمت بين يديه، وجعل يفرّج الناس حتى دنوت منه، فسمعته يقول: قال رسول الله : «من تفقّه فى دين الله، كفاه الله همّه، ورزقه من حيث لا يحتسب». قال أبو عمر ابن عبد البرّ (٣): أخبرت عن أبى يعقوب يوسف بن أحمد الصّيدلانىّ المكّىّ، حدّثنا أبو جعفر محمد بن عمرو (٤) بن موسى العقيلىّ، حدّثنا أبو علىّ عبد الله بن جعفر الرّازىّ. فذكره. قال أبو عمر (٣): ذكر محمد بن سعد [كاتب] (٥) الواقدىّ، أنّ أبا حنيفة، رضى الله تعالى عنه، رأى أنس بن مالك، رضى الله تعالى عنه، وعبد الله بن الحارث بن جزء الزّبيدىّ. هكذا ذكره، وسكت عنه. كذا فى «الجواهر المضيّة».

قال ابن كثير، فى «تاريخه» (٦): وذكر بعضهم، أنّه-يعنى أبا حنيفة، رضى الله تعالى عنه-روى عن سبعة من الصّحابة، رضى الله تعالى عنهم، وهم: أنس بن مالك، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن أنيس، وعبد الله بن أبى أوفى، وعبد الله ابن الحارث بن جزء الزّبيدىّ، ومعقل بن يسار، وواثلة بن الأسقع، وعائشة بنت عجرد، رضى الله تعالى عنهم. قال: وقد روينا عن أبى حنيفة، عن هؤلاء، عدّة أحاديث فى صحّتها إلى أبى حنيفة نظر؛ فإنّ فى الإسناد إليه من لا يعرف، وفى متن بعضها نكارة شديدة. وساق بسنده عن أبى حنيفة عن أنس، رضى الله تعالى عنه مرفوعا: «من قال لا إله إلاّ الله، خالصا مخلصا بها قلبه، دخل الجنّة، ولو توكّلتم


(١ - ١) فى النسخ: «تسعة عشر». والنقل عن الجواهر ٢/ ٣٠٠، وأصله فى جامع بيان العلم وفضله كما يأتى.
(٢) ذكر ابن حجر، فى التهذيب ٥/ ١٧٩ الاختلاف فى سنة وفاته، وأبعد تاريخ ذكره، سنة ثمان وثمانين، فكيف يتفق هذا مع تاريخ الحادثة الذى نقله المؤلف، وهو سنة ثلاث وتسعين!.
(٣) فى: جامع بيان العلم وفضله ١/ ٥٤.
(٤) فى النسخ: «عمر». والنقل عن جامع بيان العلم، والجواهر. وانظر ترجمته فى: تذكرة الحفاظ ٣/ ٨٣٣.
(٥) تكملة من: جامع بيان العلم، والجواهر.
(٦) انظر: البداية والنهاية ١٠/ ١٠٧. ولم أجده فى ترجمته فيها.