للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أو كان يبعث خيله فى باطل … فخيولنا يوم الصّبيحة تتعب (١)

ريح العبير لكم ونحن عبيرنا … رهج السّنابك والغبار الأطيب (٢)

ولقد أتانا من مقال نبيّنا … قول صحيح صادق لا يكذب

لا يستوى وغبار خيل الله فى … أنف امرئ ودخان نار تلهب (٣)

هذا كتاب الله ينطق بيننا … ليس الشهيد بميّت لا يكذب

/قال: فلقيت الفضيل بن عياض فى المسجد الحرام بكتابه، فلمّا قرأه ذرفت عيناه، ثم قال: صدق أبو عبد الرحمن. ونصحنى، ثم قال: أنت ممّن يكتب الحديث؟ قلت:

نعم يا أبا على. قال: فاكتب هذا الحديث كراء حملك كتاب أبى عبد الرحمن إلينا.

وأملى علىّ الفضيل: حدّثنا منصور بن المعتمر، عن أبى صالح، عن أبى هريرة، رضى الله تعالى عنه، أنّ رجلا قال: يا رسول الله، علّمنى عملا أنال به ثواب المجاهدين فى سبيل الله. فقال النبىّ : «هل تستطيع أن تصلّى فلا تفتر، وتصوم فلا تفطر؟» فقال يا رسول الله، أنا أضعف من أن أستطيع ذلك. ثمّ قال النبىّ : «فو الّذى نفسى بيده، لو طوّقت ذلك، ما بلغت فضل المجاهدين فى سبيل الله، أما علمت أنّ فرس المجاهد ليستنّ فى طوله، فتكتب بذلك الحسنات» (٤).

وعن عمر بن حفص الصّوفىّ، قال: خرج ابن المبارك من بغداد، يريد المصيّصة، فصحبه الصّوفيّة، فقال: أنتم لكم أنفس تحتشمون أن ينفق عليكم، يا غلام، هات الطّشت، فألقى على الطّشت منديلا، ثمّ قال: يلقى كلّ رجل منكم تحت المنديل ما معه، قال: فجعل الرجل يلقى عشرة دراهم، والرجل يلقى عشرين درهما، فأنفق عليهم إلى المصّيصة، فلمّا بلغ المصّيصة، قال: هذه بلاد نفير، فقسم ما بقى، فجعل يعطى الرجل عشرين دينارا، فيقول: يا أبا عبد الرحمن، إنّما أعطيت عشرين درهما، فيقول: وما تنكر إنّ الله يبارك للغازى فى نفقته.

وعن سلمة بن سليمان، قال (٥): جاء رجل إلى عبد الله بن المبارك، فسأله أن


(١) فى طبقات الشافعية: «يوم الكريهة».
(٢) رهج السنابك: الغبار الذى تثيره أطراف حوافر الخيل.
(٣) انظر تخريج حديث: «لا يجتمع غبار فى سبيل الله ودخان جهنم فى جوف عبد أبدا» فى حاشية سير أعلام النبلاء.
(٤) أخرجه البخارى، فى: باب فضل الجهاد والسير، من كتاب الجهاد. صحيح البخارى ٤/ ١٨. والنسائى، فى: باب ما يعدل الجهاد فى سبيل الله ﷿، من كتاب الجهاد. المجتبى ٦/ ١٧. والإمام أحمد، فى: المسند ٢/ ٣٤٤.
(٥) تاريخ بغداد ١٥٩،١٠/ ١٥٨.