للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومن شعره الذى أورده الصّلاح الصّفدىّ، فى «تاريخه» قوله:

وإنّى لآبى الدّمع فيك تطيّرا … عليك وتأبى العين إلاّه جاريا

وأسخط لاستمرار هجرك ساعة … وتغلب أشواقى فأرجع راضيا

هنيئا إن استحللت قتلى فلا تطل … عذابى وموهوب لعينيك ثاريا

وقوله أيضا:

أرى كلّ محبوب يلاقى محبّه … وما نتلاقى والليالى تصرّم

وقد علمت أنّى مشوق وأنّنى … بها كلف لكنّها ليس ترحم

وقوله أيضا:

يا صاح أذّن بالصّباح بشير … والكاس تطلع تارة وتغور

والرّوض مبتسم الثّغور نسيمه … يستاف منه المسك والكافور

والعود يخطر فى حشاه أنامل … لم يطو سرّا دونهنّ ضمير

فاشرب على طرب النّديم ولا تطل … حبس المدامة فالزمان قصير

ومن قوله ما كتب به لبعض الرّؤساء وقد افتصد:

جعل الله ذو المواهب عقبا … ك من الفصد صحّة وسلامه

قل ليمناك كيف شئت استهلّى … لا عدمت النّدى فأنت غمامه

ومنه قوله أيضا:

أخلاّى ما صاحبت فى العيش لذّة … ولا زال عن قلبى حنين التّذكّر

ولا طاب لى طعم الرّقاد ولا اجتلى … لخاطر مذفارقتكم حسن منظر

ولا عبثت كفّى بكل مدامة … يطوف بها ساق ولا جسّ مزهر

وقال الصّفدىّ: وكان يقول: فى السّماء نهر من خمر، ونهر من لبن، ونهر من عسل، لا ينقّط منه شئ، وينقّط هذا الذى يخرب البيوت، ويهدم السّقوف! قال: وكانت/ بينه وبين ابن الشّبل منافسة ومباعدة شائعة ظاهرة، فأنشده يوما أبو الحسن ابن الدّهّان لابن الشّبل:

وما أسجد الله الملائك كلّهم … لآدم إلاّ أنّ فى نسله مثلى

ولو أنّ إبليسا درى خرّ ساجدا … لآدم من قبل الملائك من أجلى