للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فأصحب النّور منك فخرا … يطلع منه الغمام فجرا

يهزّ عطفيه فى ذراها … وينثنى نشوة وسكرا

فإنّ قلبى أسرّ نورا … فاشتاق طرفى إليه جهرا

فبادروا بالرّكوب واتلوا … سبحان من بالنّهار أسرى

إذا رأيت الرّياض جهرا … شاهدت صنع الإله سرّا

كأنّما الدّوح فيه جيش … على خيول النّسيم كرّا

والنّهر فى الرّوض مثل إيم … يطلب من خوفه مفرّا (١)

والماء فيه جرى بريدا … أراه ينهى إليك أمرا

/مسابقا للنّسيم كيما … يلثم من راحتيك عشرا

رسائل للنّسيم راقت … تحيل نظم الرّياض نثرا

بقيت فى راحة وعزّ … ونعمة لا تزال تترى

فأجابه بقوله (٢):

لا غرو لى إن طلبت عذرا … عن أفق صرت فيه بدرا (٣)

لا سيّما والرّياض أضحت … تهدى لنا من ثناك نشرا

وسائل النّهر مدّ كفّا … ألقت إليه الغصون درّا (٤)

لكنّه خاف حين مالت … عليه من سلبه ففرّا

بربوة أصبحت عروسا … تهدى إليها النّفوس مهرا

بتّ على نهرها فأضحى … يزيد بالجود منك بحرا (٥)

لله كم من سطور دوح … يوما إذا ما ذكرت سطرى

بها مقرّ ولست ممّن … يرضى بديلا عنها بمقرى

سطرى؛ بفتح السّين وسكون الطّاء وراء مفتوحة وألف مقصورة، ومقرى؛ على ما ضبطه


(١) الأيم: الحية الأبيض اللطيف. وفى عيون التواريخ: «من خوفه مقرا».
(٢) عيون التواريخ ١٧٨،٢١/ ١٧٧.
(٣) فى العيون: «حرت فيه».
(٤) فى النسخ: «وسائل العز».
(٥) فى النسخ: «منك مهرا».