للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولا ترض لنفسك من العبادات إلاّ بأكثر ممّا يفعله غيرك، وتعاطاها (١)؛ فإن العامّة إذا لم يروا منك الإقبال عليها بأكثر ممّا يفعلون، اعتقدوا فيك قلّة الرّغبة، واعتقدوا أن علمك لا ينفعك إلاّ ما نفعهم الجهل الذى هم فيه.

وإذا دخلت بلدة فيها أهل العلم، فلا تتّخذها لنفسك، بل كن كواحد (٢) من أهلها؛ ليعلموا أنك لا تقصد جاههم، وإلاّ يخرجون عليك بأجمعهم، ويطعنون (٣) فى مذهبك (٤)، وتصير (٥) مطعونا عندهم بلا فائدة.

وإن استفتوك فى المسائل، فلا تناقشهم فى المناظرة والمطارحات، ولا تذكر لهم شيئا إلاّ عن دليل واضح، ولا تطعن فى أساتذتهم، فإنّهم يطعنون فيك.

وكن من الناس على حذر. وكن لله تعالى فى سرّك كما أنت له فى علانيتك. ولا يصلح أمر العلم إلا بعد أن يجعل سرّه كعلانيته.

وإذا ولاّك السّلطان عملا (٦)، فلا تقبل ذلك منه، إلاّ بعد أن تعلم أنه إنما يولّيك ذلك (٧) لعلمك.

وإيّاك أن تتكلّم فى مجلس النّظر على خوف؛ فإن ذلك يورث الخلل فى الألفاظ، والكلل فى اللّسان.

وإيّاك أن تكثر الضّحك، فإنّه يميت القلب.

ولا تمش إلاّ على طمأنينة. ولا تكن عجولا فى الأمور.

ومن دعاك من خلفك فلا تجبه، فإن البهائم تنادى من خلف (٨).


(١) فى ن: «وتعاطاه»، وفى الأشباه والنظائر: «ويعاطاها»، والمثبت فى: ط.
(٢) فى ن: «منهم»، وفى الأشباه والنظائر: «من أهلهم»، والمثبت فى: ط.
(٣) فى الأصول: «ويظنون»، والمثبت فى الأشباه والنظائر.
(٤) بعد هذا فى الأشباه والنظائر زيادة: «والعامة يخرجون عليك، وينظرون إليك بأعينهم».
(٥) فى الأشباه والنظائر: «فتصير».
(٦) فى الأشباه والنظائر بعد هذا زيادة: «لا يصلح لك».
(٧) فى الأشباه والنظائر بعد هذا زيادة: «إلا».
(٨) فى الأشباه والنظائر: «خلفها».