للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وبين الله، وقلّده فيما يراه، وتبعه فيما يتحرّاه، (١) اقتضى الحال (١) على أن نقتصر على ذكر أئمّتنا الذين بهم نهتدى، وبأقوالهم وأفعالهم نقتدى.

وهم (٢) إمام الأئمّة، وسراج الأمة (٣) وأمين الله تعالى على حفظ شريعته فى أرضه، والمميّز لعباده بين واجبه وفرضه (٣)، أبو حنيفة النعمان (٤) بن ثابت (٤) الكوفىّ (٥)، تغمده الله بالرحمة والرّضوان، وأسكنه فسيح الجنان (٥)، وأصحابه الذين أخذوا عنه، واقتدوا به، واتّبعوه بإحسان، إلى زمننا هذا، رضى الله تعالى عنهم أجمعين؛ فإن فيهم كفاية، لمن أراد الهداية، ونهاية، لمن أراد الدّراية، وليس فى أصحاب المذاهب أجلّ منهم، ولا أحد

٢ - وعاصرهم أو جاء بعدهم يستغنى عنهم،/فالناس خصوصا فى الفقه عيال عليهم، وفى الرّحلة أجلّ من تضرب أكباد (٦) الإبل إليهم، ما تركوا علما يمكن تعلّمه إلاّ حصّلوه، ولا فعلا محمودا إلا فعلوه.

وقد صنّف (٧) فى مناقبهم وفضائلهم وطبقاتهم، كتب كثيرة، ومجلدات كبيرة، غير أن تقادم الزمان أخلق جدّتها، وأنقص عدّتها؛ فإن غالبها كان بالعراقين مقرّه، وبدار السّلام مثواه ومستقرّه، وكان منها أيضا بما وراء النهر، ما لا يدخل تحت الحصر، ممّا حال بيننا وبينه بعد المراحل، وانقطاع القوافل، وتداول الفتن، وتناوب صروف الزمن، وضاعت الكتب، بعضها بالإغراق، وبعضها بالإحراق، واندرست الآثار، ونسيت الأخبار، وأصيب الإسلام وأهله، فانا لله وإنا إليه راجعون.

فخطر (٨) فى خلدى أن أجمع كتابا مفردا، جامعا لتراجم السّادة الحنفيّة، مستوفيا لأخبارهم وفضائلهم ومناقبهم، وذكر مؤلّفاتهم ومصنّفاتهم، ومحاسن أشعارهم، ونوادر


(١ - ١) فى ط: «فعزمنا على»، وفى ن: «فعزمنا»، والمثبت فى: ص.
(٢) فى ط، ن: «فأولهم» والمثبت فى: ص.
(٣ - ٣) ساقط من: ص، وهو فى: ط، ن.
(٤ - ٤) ساقط من: ط، ن، وهو فى: ص.
(٥ - ٥) ساقط من: ص، وهو فى: ط، ن.
(٦) فى ط، ن: «آباط»، والمثبت فى: ص.
(٧) فى ط، ن: «ألف الناس»، والمثبت فى: ص.
(٨) من هنا إلى قوله: «لأن كل واحد» فى بيان قاعدة التاريخ التى شرحها المصنف، والتى تأتى فى صفحة ( .. )، أوراق ساقطة من: ص، وهى فى: ط، ن.