للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقد اختلف الناس فى كيفيّة الإسراء، فالأكثرون من طوائف المسلمين متّفقون على أنه بجسده Object، والأقلّون قالوا بروحه.

حكى الطّبرىّ فى «تفسيره» (١) عن حذيفة، أنه قال: كل ذلك رؤيا. وحكى هذا القول أيضا عن عائشة، وعن معاوية رضى الله تعالى عنهما.

ومنهم من قال بجسده إلى البيت المقدس، ومن هناك إلى السّماوات السّبع بروحه.

قال الصّلاح الصّفدىّ، بعد أن نقل ما ذكرناه من الأقوال، قلت: والصّحيح الأول؛ لأنه قد صحّ أنّ قريشا كذّبته، ولو قال رسول الله Object: رأيت رؤيا، لما كذّب، ولا أنكر ذلك على غيره، فضلا عنه؛ لأن آحاد الناس يرون فى منامهم أنهم ارتقوا إلى السموات. وما ذلك ببدع.

قال: أنشدنى لنفسه الشيخ الإمام شهاب الدّين أبو الثّناء محمود بن سلمان (٢) بن فهد الحلبىّ الكاتب رحمه الله تعالى قراءة منّى عليه، من جملة قصيدة طويلة، من جملة مجلّدة فيها مدح النبىّ Object:

أسرى إلى الأقصى بجسمك يقظة … لا فى المنام فيقبل التّأويلا

إذ أنكرته قريش قبل ولم تكن … لترى المهول من المنام مهولا

ولمّا بلغ Object ثلاثا وخمسين سنة هاجر إلى المدينة ومعه أبو بكر الصّدّيق رضى الله تعالى عنه، ومولى أبى بكر عامر بن فهيرة، ودليلهم عبد الله بن الأريقط الليثىّ.

قال الحافظ عبد الغنىّ، وغيره: وهو كافر، ولم نعرف له إسلاما.

فأقام بالمدينة عشر سنين. وكان يصلّى الى بيت المقدس مدّة إقامته بمكّة، ولا يستدبر الكعبة يجعلها بين يديه، وصلّى إلى بيت المقدس بعد قدومه المدينة سبعة عشر شهرا، أو ستّة عشر شهرا، ولمّا أكمل فى المدينة عشر سنين سوا توفّى وقد بلغ ثلاثا وستين سنة، وقيل غير


(١) تفسير الطبرى ١٣،١٥/ ١٢.
(٢) فى ط، ن: «سليمان»، وهو خطأ صوابه فى: ص، والوافى بالوفيات ١/ ٦٠، والدرر الكامنة ٥/ ٩٢، وفوات الوفيات ٢/ ٥٦٤.