للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقد مدح وهجى كغيره من الأفاضل المحسودين، فممّا هجى به قول بعضهم، حين ولى قضاء عسكر المهدىّ:

يا أيّها الرجل الموحّد ربّه … قاضيك بشر بن الوليد حمار

ينفى شهادة من يدين بما به … نطق الكتاب وجاءت الآثار

ويعدّ عدلا من يقول بأنّه … شيخ تحيط بجسمه الأقطار (١)

وممّن مدحه ربيعة بن ثابت الرّقّىّ، بأبيات حسنة، وهى هذه (٢):

بشر يجود بماله … جود السّحائب بالدّيم

وأبو الوليد حوى النّدى … لمّا ترعرع واحتلم

وأعزّ بيت بيته … بيت بنته له إرم

عمرته كندة دهرها … وبنى فأتقن ما انهدم

بشر يجود برفده … عفوا ويكشف كلّ غمّ

بشر يجود إذا قصد … ت تريد جدواه هلمّ

ما قال لا فى حاجة … لا بل يقول نعم نعم

وهو العفوّ عن المس … ئ وعن قبائح ما اجترم

نام القضاة عن الأنا … م وعين بشر لم تنم

وحكيم أهل زمانه … فيما يريد وما حكم (٣)

وكأنّه القمر المني … ر إذا بدا أجلى الظّلم (٤)

/وكأنّه البحر المطلّ … إذا تقاذف والتطم (٥)

وكأنّه زهر الرّبي … ع إذا تفتّح أو نجم

ختم الإله لبشرنا … بالخير منه إذا ختم

قال أحمد بن كامل القاضى (٦): مات بشر بن الوليد الكندىّ المفلوج صاحب أبى يوسف القاضى، فى سنة ثمان وثلاثين ومائتين، وبلغ سبعا وتسعين سنة، ودفن فى مقابر


(١) كذا فى الأصول: «شيخ»، ولعل الصواب: «شبح».
(٢) القصيدة فى تاريخ بغداد ٨٣،٧/ ٨٢.
(٣) فى تاريخ بغداد: «فيما يدير وما حكم».
(٤) فى تاريخ بغداد: «جلى الظلم».
(٥) فى تاريخ بغداد: «البحر الخضم».
(٦) تاريخ بغداد ٧/ ٨٤.