للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تعالى (١) فهو كذّاب، ومن ادّعى حبّ النبىّ من غير محبّة الفقراء (٢) فهو كذّاب.

وروى أنّ عصام بن يوسف مرّ بحاتم الأصمّ، وهو يتكلّم فى مجلسه، فقال له: يا حاتم، تحسن تصلّى؟ قال: نعم. قال: كيف تصلّى؟ قال حاتم: أقوم بالأمر، وأقف بالخشية، وأدخل بالنّيّة، وأكبّر بالعظمة، وأقرأ بالتّرتيل، وأركع وأسجد بالتّواضع، وأجلس للتشهّد بالتّمام، وأسلّم (٣) بالوقار والسّنّة، وأسلمها إلى الله تعالى بالإخلاص، وأرجع إلى نفسى (٣) بالخوف أن لا يقبلها منّى، وأحفظ بالجهد إلى الموت. فقال له: تكلّم، فأنت تحسن تصلّى.

وروى أنّ شقيقا البلخىّ قال لحاتم الأصمّ: ما الذى تعلّمت منّى منذ صحبتنى؟

قال: ستّة أشياء:

الأول، رأيت الناس كلّهم فى شكّ من أمر الرّزق، فتوكّلت على الله تعالى، لقوله تعالى: ﴿وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلاّ عَلَى اللهِ رِزْقُها﴾ (٤) فعلمت أنّى من جملة الدّوابّ فلم أشغل نفسى بشئ قد تكفّل لى به ربّى. قال: أحسنت.

والثانى، رأيت أنّ لكلّ إنسان صديقا يفئ إليه بسرّه، ويشكو إليه أمره، فاتّخذت لى صديقا يكون لى بعد الموت، وهو فعل الخير، فصادقته ليكون عونا لى عند الحساب، ويجوز معى على الصّراط، ويثبّتنى بين يدى الله تعالى. قال: أحسنت.

والثالث، رأيت لكلّ أحد من الناس عدوّا، فقلت: انظر من عدوّى، فرأيت من اغتابنى أو أخذ (٥) من مالى أو ظلمنى فليس عدوّى، ولكن عدوّى الذى إذا كنت فى طاعة الله تعالى أمرنى بمعصيته، فرأيت أنّ ذلك إبليس اللّعين وجنوده، فاتّخذتهم أعداء، ووضعت


(١) لم يرد هذا فى طبقات الصوفية.
(٢) فى طبقات الصوفية: «الفقر» وما هنا أوفق.
(٣) ساقط من: ن، وهو فى: س، ط.
(٤) سورة هود ٦.
(٥) فى س، ط: «وأخذ»، والمثبت فى: ن.