للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فحضروا عنده وقد اجتمع إليه خلق كثير، فقال له واحد: يا أبا عبد الرحمن مسألة.

/قال: سل.

قال: ما تقول فى رجل يقول: اللهم ارزقنى.

قال حاتم: متى طلب هذا العبد الرّزق من ربّه ﷿، فى الوقت، أو قبل الوقت، أو بعد الوقت؟

فقالوا: يا أبا عبد الرحمن، ليس نفهم عنك هذا.

فقال حاتم: أنا أضرب لكم مثلا حتى تفهموه، مثل العبد الذى طلب (١) الرّزق من ربّه تعالى قبل الوقت كمثل رجل كان له على رجل دين، فطالبه به، وقعد يلازمه، فاجتمع جيرانه وقالوا له: هذا رجل معدم، لا شئ له، فأجّله فى هذا الحقّ حتى يحتال ويعطيك.

فقال لهم: كم تريدون أؤجّله (٢)؟ قالوا: شهرا. فتركه وانصرف، فلمّا كان بعد عشرة أيام جاء واقتضاه، فقام جيرانه فقالوا: سبحان الله، أجّلته بين أيدينا شهرا، ثم جئت تقتضيه بعد عشرة أيّام. فتركه وانصرف، فلمّا كان محلّ الشّهر جاء فاقتضاه، فقال الجيران: إنّما حلّ لك اليوم، دعه إلى بعد المحلّ ثلاثا. فهذا مثل العبد الذى يطلب الرّزق من ربّه ﷿.

ثم قال: عندكم أثاث، ودراهم فى أكياسكم، وطعامكم فى بيوتكم، وأنتم تقولون:

اللهم ارزقنا. فقد رزقكم. كلوا وأطعموا إخوانكم المؤمنين، حتى إذا فنى أقيموا بعده ثلاثا، ثم سلوا ربّكم ﷿، عسى أن يموت أحدكم غدا وعنده ما يخلف على الأعداء، وهو يسأل الله (٣) أن يزيده فى رزقه، ما هذه الغفلة؟

فقالوا: نستغفر الله يا أبا عبد الرحمن، ما أردنا بالمسألة إلاّ إعناتك. ثم انصرفوا عنه.

هذا ما نقلناه بعد أن اخترناه من كتاب «مناقب الأبرار» لابن خميس (٤)،


(١) فى ن «يطلب» والمثبت فى: س، ط.
(٢) ساقط من: ن، وهو فى: س، ط.
(٣) تكملة من: ن، وهو ساقط من: س، ط.
(٤) مكان: «خميس» بياض فى: ن، وهو فى: س، ط.
وهو الحسين بن نصر الكعبى الشافعى، المتوفى سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة.
انظر: طبقات الشافعية ٧/ ١٨، ووفيات الأعيان ١٤٠،٢/ ١٣٩، وذكر له ابن خلكان هذا الكتاب «مناقب الأبرار» وذكر أنه على أسلوب «رسالة القشيرى».