للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فأبلس الظّهير، ولم يجد جوابا، وانصرف وقد انكسرت حرمته عند العزيز.

وشاعت هذه الحكاية بين العوامّ، وصارت تحكى فى الأسواق والمحافل، فكان مآل أمره أن انضوى إلى مدرسة الأمير الأسدىّ (١)، يدرّس بها مذهب أبى حنيفة، إلى أن مات يوم الجمعة، سلخ ذى القعدة، سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.

وكان مولده سنة ثمان وأربعين وخمسمائة.

قال فى «الدّرّ الثّمين» كان يحفظ فى التفسير «كتاب التفسير» لتاج القرّاء، ويحفظ فى الفقه «الجامع الصغير» لمحمد بن الحسن، و «الوجيز» للغزّالىّ، وفى الكلام «نهاية الإقدام» للشّهرستانىّ، وفى اللغة «الجمهرة» لابن دريد، وفى النحو «الإيضاح» لأبى علىّ، ويحفظ عروض الصاحب ابن عبّاد، ويحفظ فى المنطق «أرجوزة ابن سينا».

وله من التّصانيف «تفسير»، وصل فيه إلى قوله تعالى: ﴿تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ﴾ (٢) فى نحو مائتى ورقة إملاء، وشرح «الجمع (٣) بين الصّحيحين» للحميدىّ، سمّاه «الحجّة» اختصره من كتاب «الإفصاح (٤)» للوزير يحيى ابن هبيرة، وزاد عليه أشياء، و «كتاب فى اختلاف الصحابة والتّابعين (٥) وفقهاء الأمصار» لم يتمّه، وله «خطب»، وفصول وعظه (٦) مشحونة بغريب اللغة، و «تنبيه البارعين على المنحوت من كلم العرب»، وله غير ذلك، رحمه الله تعالى، بمنّه ولطفه.

***


(١) هو الأمير تركون، كما فى معجم الأدباء ٨/ ١٠٧.
(٢) أى إلى أول الجزء الثالث من أجزاء القرآن الكريم، الآية ٢٥٣ من سورة البقرة.
(٣) فى ط، ن: «المجمع»، والصواب فى: س.
(٤) تمام اسمه: «فى تفسير الصحاح» كما جاء فى معجم الأدباء.
(٥) ساقط من: س، وهو فى: ط، ن، ومعجم الأدباء.
(٦) فى معجم الأدباء: «وفصول وعظية» على أنه كتاب له.