للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال ابن أبى (١) داود: قامت امرأة إلى العوفىّ، فقالت: عظمت لحيتك فأفسدت عقلك، وما رأيت ميّتا يحكم بين الأحياء قبلك. قال: فتريدين ماذا؟ قالت: وتدعك لحيتك تفهم عنّى!! فقال بلحيته هكذا، ثم قال: تكلّمى، رحمك الله.

وعن زكريّا السّاجىّ (٢)، قال: اشترى رجل من أصحاب القاضى العوفىّ جارية، فغاضبته، فشكا ذلك إلى العوفىّ، فقال أنفذها إلىّ. فقال لها العوفىّ: يا لعوب، يا غروب، (٣) يا ذات الجلابيب، ما هذا التّمنّع المجانب للخيرات، والاختيار للأخلاق المشنوءات؟ قالت: أيّد الله القاضى، ليست لى فيه حاجة، فمره يبعنى. فقال:

يا منية (٤) كلّ حكيم، وبحّاث عن اللّطائف عليم، أما علمت أنّ فرط الاعتياصات من الموموقات على طالبى المودّات، والباذلين الكرائم المصونات، مؤدّيات إلى عدم المفهومات. فقالت له: ليست فى الدّنيا أصلح لهذه العثنونات، المنتشرات على صدور أهل الرّكاكات، من المواسى الحالقات. وضحكت، وضحك من حضر.

وقال طلحة بن محمد (٥): كان العوفىّ رجلا جليلا، من أصحاب أبى حنيفة، وكان سليما، مغفّلا، ولاّه الرّشيد أيّاما ثمّ صرفه، وكان يجتمع فى مجلسه قوم، فيتناظرون، فيدعو هو بدفتر فينظر فيه، ثم يلقى منه (٦) المسائل، ويقول لمن يلقى عليه: أخطأت أو أصبت.

من الدّفتر.

وتوفّى سنة إحدى ومائتين.

وعن محمد بن سعد (٧)، قال: الحسين بن الحسن بن عطيّة بن سعد بن جنادة (٨) العوفىّ، يكنى أبا عبد الله، وكان/من أهل الكوفة، وقد سمع سماعا كثيرا، وكان ضعيفا فى الحديث، ثم قدم بغداد، فولّوه قضاء الشّرقيّة، بعد حفص بن غياث، ثم نقل من الشّرقيّة،


(١) تكملة من تاريخ بغداد.
(٢) تاريخ بغداد ٨/ ٣١.
(٣) فى تاريخ بغداد: «يا عروب».
(٤) فى الأصول: «يا هنية». والمثبت فى: تاريخ بغداد.
(٥) تاريخ بغداد ٨/ ٣٢.
(٦) فى تاريخ بغداد، «من».
(٧) تاريخ بغداد ٨/ ٣٢.
(٨) فى الأصول: «جبارة» والمثبت من تاريخ بغداد، وتقدم تصويبه فى صدر الترجمة.