فيا ليت الذى أعطى وعودا … حثا فى وجه مادحه التّرابا
فقد يجد الورى فى التّرب تبرا … ويترب طالب النّجح الكتابا
وقد مخضت وطاب الشّعر قبلى … يد أخلت من الزّبد الوطابا
ولكنّى تتبّعت الخفايا … بفكر ذلّل النّكت الصّعابا
وللنّيروز فى الزّوراء سوق … ومن بالجدّ أم بالهزل خابا
هى الدّار التى يلقاك فيها … حبيبك يوم نائبة حبابا
وما العربىّ بالأعراب ناج … إذا عدم القلائص والعرابا
ولولا أنّ ذا الشّرفين بحر … لعفت مع الصّدى النّطف العذابا
غدا لقلائد الأوصاف جيدا … وقلّد جوده المنن الرّقابا
كأنّى كلّما انتظمت معانى … أمين الدّولة استفتحت بابا
كأنّ الفضل سيق إليه ذودا … ليأخذ حقّه ويردّ نابا
فليس بسامع إلاّ صوابا … وليس بقائل إلاّ صوابا
متى ناظرته أرعاك سمعا … وكان البحر ينتجع السّحابا
وعزّك أن تجيب له مقالا … فأسلف قبل تسأله الجوابا (١)
/يعدّ مطالب الدّنيا حقوقا … وحرمة قصده نسبا قرابا
فلو عزّ الثّراء به أرانا … وجدّك من مكارمه عجابا
إمام أئمّة العلماء طرّا … وقدوة كلّ من فهم الخطابا
أقم نور الهدى أودى برأى … فسهمك فى كنانته أصابا
ولا تغفل من النّفحات حظّى … فرسم نداك كالوسمىّ صابا
وقرّ بفضل ذى الحسبين عينا … فما احتملت مناقبه النّقابا
أضاف إلى تليد علا طريفا … وكان المجد إرثا واكتسابا
له بمكارم الشّيم انتساب … كفى بمكارم الشّيم انتسابا
ألم تر أنّه للمجد شمس … ونرضى أن نلقّبه الشّهابا
***
(١) عزّك: غلبك.