للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فيا ليت الذى أعطى وعودا … حثا فى وجه مادحه التّرابا

فقد يجد الورى فى التّرب تبرا … ويترب طالب النّجح الكتابا

وقد مخضت وطاب الشّعر قبلى … يد أخلت من الزّبد الوطابا

ولكنّى تتبّعت الخفايا … بفكر ذلّل النّكت الصّعابا

وللنّيروز فى الزّوراء سوق … ومن بالجدّ أم بالهزل خابا

هى الدّار التى يلقاك فيها … حبيبك يوم نائبة حبابا

وما العربىّ بالأعراب ناج … إذا عدم القلائص والعرابا

ولولا أنّ ذا الشّرفين بحر … لعفت مع الصّدى النّطف العذابا

غدا لقلائد الأوصاف جيدا … وقلّد جوده المنن الرّقابا

كأنّى كلّما انتظمت معانى … أمين الدّولة استفتحت بابا

كأنّ الفضل سيق إليه ذودا … ليأخذ حقّه ويردّ نابا

فليس بسامع إلاّ صوابا … وليس بقائل إلاّ صوابا

متى ناظرته أرعاك سمعا … وكان البحر ينتجع السّحابا

وعزّك أن تجيب له مقالا … فأسلف قبل تسأله الجوابا (١)

/يعدّ مطالب الدّنيا حقوقا … وحرمة قصده نسبا قرابا

فلو عزّ الثّراء به أرانا … وجدّك من مكارمه عجابا

إمام أئمّة العلماء طرّا … وقدوة كلّ من فهم الخطابا

أقم نور الهدى أودى برأى … فسهمك فى كنانته أصابا

ولا تغفل من النّفحات حظّى … فرسم نداك كالوسمىّ صابا

وقرّ بفضل ذى الحسبين عينا … فما احتملت مناقبه النّقابا

أضاف إلى تليد علا طريفا … وكان المجد إرثا واكتسابا

له بمكارم الشّيم انتساب … كفى بمكارم الشّيم انتسابا

ألم تر أنّه للمجد شمس … ونرضى أن نلقّبه الشّهابا

***


(١) عزّك: غلبك.