للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الجميع، فحصل للسّلطان بسبب ذلك غضب زائد، ورأى عارا على نفسه أن تكون بلده خالية من عالم يقوم بالجواب عمّا يرد من مثل هذه المسائل المشكلة، فذكر عنده المولى خضر بيك، فأحضره من تلك النّاحية، فحضر إليه، وكان إذ ذاك يلبس لباس الجند، وكان سنّه يومئذ نحو ثلاثين سنة، فازدراه الرجل المذكور لصغر سنّه، ولكونه بغير زىّ أهل العلم، وسأله عن بعض المسائل الدّقيقة، فأجاب عنها بأحسن الأجوبة.

ثم إنّ المولى المذكور سأل الرجل عن مسائل شتّى، فى فنون عديدة فلم يجب عنها، وانقطع، فسرّ السلطان محمد به، وحصل له فرح (١) زائد، ووجّه له تدريس مدرسة جدّه السلطان محمد خان بمدينة بروسة، وعيّن له كلّ يوم خمسين درهما عثمانيا، ثم صار مدرّسا بإحدى المدرستين المتجاورتين بمدينة أدرنة.

ثم لمّا فتح السلطان/محمد مدينة قسطنطينيّة جعله قاضيا بها، وهو أوّل من وليها من القضاة، وتوفّى وهو قاض بها، فى سنة ثلاث وستين وثمانمائة.

وكان، رحمه الله تعالى، من فضلاء دهره وأماثل عصره، أخذ عنه جماعة كثيرة، منهم: المولى القسطلاّنىّ، والمولى مصلح الدّين الشّهير بخواجه زاده، والمولى شمس الدين الخيّالىّ، وغيرهم.

كذا لخّصت هذه الترجمة من «الشّقائق النّعمانيّة».

وفى «الضوء اللاّمع» للسّخاوىّ، ما نصّه: خضر بيك بن القاضى جلال الدّين بن صدر الدّين بن حاجّى إبراهيم، العلاّمة خير الدّين الرّومىّ الحنفىّ، أحد علماء الرّوم ومدرّسيهم وأعيانهم.

ولد فى مستهلّ شهر ربيع الأوّل، سنة عشر وثمانمائة، ونشأ بمدينة بروسة، (٢) فتفقّه بالبرهان حيدر الخافى (٣)، والفنارىّ، وقرا يعقوب (٤) القرمانىّ، وغيرهم.

وبرع فى النّحو والصّرف، والمعانى والبيان، وغيرها.


(١) فى ط: «فرج»، والمثبت فى: ن.
(٢) فى الضوء والفوائد: «بورسا».
(٣) فى ن: «الحافى»، والمثبت فى: ط، والضوء اللامع.
(٤) هو يعقوب بن إدريس بن عبد الله النكدى، ولد بنكدة من بلاد القرامان، وهو المشتهر بقره يعقوب.
انظر الفوائد البهية ٢٢٦.