للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وروى أيضا عن خلف بن أيّوب، انه قال: صار العلم من عند (١) الله تعالى إلى محمّد ، ثم صار إلى أصحابه، ثم صار إلى التّابعين، ثمّ صار إلى أبى حنيفة وأصحابه، فمن شاء فليرض، ومن شاء فليسخط.

وعن إسحاق بن بهلول (٢)، سمعت ابن عيينة، يقول: «ما مقلت عينى مثل أبى حنيفة».

وعن إبراهيم بن عبد الله الخلاّل، قال: سمعت ابن المبارك يقول: كان أبو حنيفة آية.

فقال له قائل: فى الشرّ يا أبا عبد الرحمن، أو فى الخير؟

فقال: اسكت يا هذا؛ فإنه يقال: غاية فى الشّرّ، آية (٣) فى الخير، ثم تلا هذه الآية (٤):

﴿(وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً﴾.

وعن ابن المبارك أيضا (٥)، قال: ما كان أوقر مجلس أبى حنيفة، كان حسن السّمت، حسن الوجه، حسن الثوب، ولقد كنّا يوما فى مسجد الجامع، فوقعت حيّة، فسقطت فى حجر أبى حنيفة، وهرب الناس غيره، ما رأيته زاد على أن نفض الحيّة، وجلس مكانه.

وعنه أيضا (٦)، أنه قال: لولا أن الله أعاننى (٧) بأبى حنيفة وسفيان، لكنت كسائر الناس.

وعن أبى يحيى الحمّانىّ أنه كان يقول (٨): ما رأيت رجلا قطّ خيرا من أبى حنيفة.


(١) زيادة من: ط، ن، على ما فى: ص، وتاريخ بغداد.
(٢) تاريخ بغداد ١٣/ ٣٣٦.
(٣) فى تاريخ بغداد: «وآية».
(٤) سورة المؤمنون ٥٠.
(٥) تاريخ بغداد ١٣/ ٣٣٦.
(٦) تاريخ بغداد ١٣/ ٣٣٧.
(٧) فى تاريخ بغداد: «أغاثنى».
(٨) تاريخ بغداد ١٣/ ٣٣٧.
والحمانى: نسبة إلى حمان، وهى قبيلة من تميم، وهو أبو يحيى عبد الحميد بن عبد الرحمن بن ميمون.
اللباب ١/ ٣١٦.