للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وناظم ومنكت (١) ومختصر قال الحافظ ابن حجر: فكم من ناظمله (٢) ومختصر (٣) ومستدرك عليه ومعارضله (٤) ومنتصر (٥) ونرى أن مراحل التدوين والتدقيق والتحقيق أربع أيضا:

الأولى: بدأت بكتاب الرامهرمزي، فقد حاز السبق في تدوين أبواب من هذا العلم.

الثانية: بدأت بمؤلفات الخطيب البغدادي، فكل من جاء بعده صار عالة على مصنفاته في هذا العلم.

الثالثة: بدأت بكتابة أبي عمرو بن الصلاح، فقد لاقى قبولا كبيرا عند العلماء، فتنافسوا في الاشتغال به على ما تقدم بيانه.

الرابعة: بدأت بكتابة ابن حجر، فقد استفاد منها من أتى بعده من العلماء، فإنه دقيق الملاحظة واسع العلم حسن التنظيم، اشتغل العلماء بمؤلفه النفيس: نخبة الفِكَر، فمنهم الشارحله والناظم، ولا أنفس من شرحه هو لها المسمى: نزهة النظر، وصدق الحافظ العراقي رحمة الله علينا وعليه إذ قال: وبعد فعلم الحديث خطير وضعه، كثير نفعه، وبه يعرف الحلال والحرام، ولأهله اصطلاح لا بد للطالب منفهمه (٦) وهذا كله ينضوي تحت قول نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -: «نَضَّر الله امرءا سمع منا حديثا، فحفظه فبلغه غيره، فرب حامل فقه ليس بفقيه» (٧) وكفاهم هذا الدعاء شرفا، بوأهم الله من الجنة غرفا، ولقّاهم الفوز العظيم، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن


(١) منهم بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي، وابن حجر.
(٢) منهم زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي، نظم فيه ألفيته المشهورة، وزاد عليه فوائد لا يستغني عنها طالب العلم، أشار إلى هذا فقال:
لخصت فيها ابن الصلاح أجمعه ... وزدتها علما تراه موضعه
(٣) منهم ابن دقيق العيد، ومن بعده الذهبي، وفاقهما الحافظ ابن حجر في كتابه نخبة الفِكَر مختصر لكنه الأجود تدقيقا وتحقيقا.
(٤) منهم ابن حجر نفسه لم يناسبه ترتيب ابن الصلاح فقال: لم يحصل ترتيبه على الوضع المناسب (نزهة النظر ص ١٧) وانظر (توجيه النظر ١/ ٣٦٤).
(٥) نزهة النظرص ١٧.
(٦) التبصرة والتذكرة ٢ - ٣.
(٧) أخرجه أبو داود حديث (٣٦٦٠) والنسائي في الكبرى حديث (٥٨٤٧) والترمذي حديث (٢٦٥٦) وقال: حديث حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>