ويقول صلى الله عليه وسلم:(فارتقب الساعة)، بالله عليك أنا أريد صنائعي في مصر يعطيك كلمة ويصدق فيها، نجار، حداد، أي حاجة، يقول لك: بكرة سآتيك، وهو من سنة (١٩٧٥م) لم يأت.
مرجت عهودهم، تجد الرجل يقول الكلمة ويقول لك: أنا ما قلت.
خطب المطعم بن عدي عائشة بنت أبي بكر لابنه، وهو أحد أكابر العرب، وذلك قبل أن يخطبها رسول الله، فطلب الرسول صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة، فقال أبو بكر: إن المطعم بن عدي قد خطبها لابنه، لكن إن ترك فهي لك، فذهب أبو بكر إلى المطعم بن عدي وقال له: ذكرت ابنتي لابنك، هل ما زلت عند رأيك وعند كلامك؟ فقالت امرأة المطعم بن عدي: يا أبا بكر! لا نعطي ابننا لابنتك فيكفر بدين آبائه وأجداده ويدخل في دين محمد، فـ أبو بكر كأنه لم يسمع كلامها، قال: ماذا قلت يا مطعم؟ قال له: الرأي ما سمعت، ففرح أبو بكر؛ لأن السيدة عائشة ستكون زوجة للرسول صلى الله عليه وسلم.
ثم قال:(فإن وراءكم أيام الصبر القابض على دينه فيها كالقابض على الجمر، وأجر الواحد منهم كخمسين منكم، قالوا: بل منهم يا رسول الله! قال: بل منكم).
يعني: الواحد في سنة (١٩٠٠م) مثل خمسين من الصحابة.
ثم قال:(إنكم تجدون على الخير أعواناً وهم لا يجدون) أي: أن أبا بكر يجد معه عمر، وعمر يجد معه عثمان، وعثمان يجد معه علياً، لكن أنت يا فلان لا تجد معك إلا شخصاً ييئسك من رحمة الله، ويقنطك من فضل الله، ويجعلك تشهد شهادة الزور.