يقول النبي صلى الله عليه وسلم لـ علي:(يا علي كن سخياً؛ فإن الله يحب السخاء) وقلنا: إن الكريم قريب من الله وقريب من الناس، والبخيل بعيد عن الله، وبعيد عن الناس، وبعيد عن الجنة، وقريب من النار.
يقول صلى الله عليه وسلم:(يا علي! كن سخياً؛ فإن الله يحب السخاء، وكن شجاعاً؛ فإن الله يحب الشجاعة) الشجاع: الذي يقول الكلمة ولا يخاف في الله لومة لائم؛ لأنك لو قلت كلمة الحق حوسبت عليها فمت بسببها فإنما تموت بقضاء الله، لا تظن أنك مت من أجل أنك قلت هذه الكلمة.
قال صلى الله عليه وسلم:(وكن غيوراً فإن الله يحب الغيور) ولذلك أي شخص امرأته وابنته وأخته ليست محجبات ليس بغيور، وإنما هو ديوث ومكتوب على باب الجنة:(لن يدخل الجنة ديوث) والديوث: الذي يرى القبح في أهله ويسكت عليه.
يا أخي! قل لزوجتك: لا تخرجي من البيت إلا بحجاب، فإن قالت: أنا لن أتحجب، فقل لها: لن تخرجي من البيت وإن خرجت فسوف أصنع وأصنع هددها، لا خروج إلا بحجاب، هي تريد أن تأتي إلى خالتها أو عمتها أو أمها وهي لابسة لبساً جميلاً لا يظهر منها شيء إلا رجلاها وذراعاها وشعرها ورقبتها!! بالله عليك ماذا تقول في هذا المجتمع الذين نعيش فيه؟! تأمر بالمعروف تجد الكل يهاجمك ويقول: أنت المخطئ، تقول لك أمك: أنت لم تلق إلا هذه، إنها تمشي في ما يرضي الله! فأنت إن كنت رجلاً فقل لها: لا تخرجي بدون حجاب، فأهل العلم يقولون: المرأة لا تخرج من بيتها إلا محجبة، وأنت زوجتي ويوم القيامة أنا مسئول عنك.
قال صلى الله عليه وسلم:(وكن غيوراً فإن الله يحب الغيور، وإن امرؤ سألك حاجة فاقضها، فإن لم يكن لها أهلاً كنت أنت لها أهلاً) يقول الناس: لا تصنع المعروف في غير أهله فتندم، وأنا قد قلت: إن هذه المقولة خاطئة، هذه ليست حكمة، هذا كلام خطأ، اسمع كلام الرسول صلى الله عليه وسلم:(اصنع المعروف في أهله وفي غير أهله، فإن صنعت المعروف في أهله فقد أصبت أهله، وإن لم تصنع المعروف في أهله فأنت أهله) إن صنعت المعروف في غير أهله فأنت أهل للمعروف.
فأدخل السرور على امرأتك واجعلها دائماً راضية، وأدخل السرور على بنتك لا تنكد عليها، واجعلها تصاحبك، من أجل ألا تفضل صاحبتها عليك، قل لها: ما بك يا ابنتي! لماذا أنت حزينة؟ ما لك متضايقة؟ عندما تريدين شيئاً فاطلبيه مني، فالبنت بطبيعة الحال تشعر بالأمان، لكن عندما تقول لها: أنا مشغول، والأم مشغولة، فإلى أين تذهب البنت؟! لذلك أهيب بالمسئولين على التعليم أن يتقوا الله في بناتنا، ولا داعي للدراسة بعد الظهر، البنت تخرج من مدرستها المغرب الساعة السابعة وعمرها سبعة عشر عاماً، والمدارس بعيدة، فتأتي البنت من باب السوق، والشارع مظلم، أنا بنفسي أخاف أن أمشي وحيداً منه! فعندما تخرج البنات يتعرض لهن الأولاد الذين هم في غاية من الوقاحة، والذين يفتخرون بوقاحتهم ويقول القائل منهم: هذا الولد الصايع هو هو! أما صاحب المسجد فسوف يدخلنا في داهية، هم يقولون عليكم هذا القول! يقولون: الشاب الذي هو في المساجد هذا متطرف، وهذا هو الذي سيدخل البلاد في داهية، وأنا مشيت بنفسي على رصيف الشارع فوجدت مجموعة من شباب الأندية، وإذا بهم يقولون: هذا الذي سيعمر البلد! بل هو هذا الذي سوف يخربها.
يقول صلى الله عليه وسلم:(إن الله ليبعث المعروف يوم القيامة في صورة الرجل المسلم، فيأتي صاحبه إذا انشق عنه قبره فيمسح عن وجهه التراب) المعروف يمسح عن وجهك التراب أول ما يلتقي بك! يقول صلى الله عليه وسلم: (ويقول: أبشر يا ولي الله، لا يهولنك ما ترى من أهوال يوم القيامة فلا يزال يقول له: احذر هذا، اتق هذا، يسكن بهذا روعه حتى يجاوز به الصراط، فإذا جاوز به الصراط عدل به إلى منازل الله عز وجل في الجنة، ثم ينثني عنه المعروف فيتعلق به يقول: يا عبد الله! من أنت؟ خذلني الخلائق يوم القيامة وما خذلتني، يقول: أما تعرفني؟ أنا المعروف الذي عملته أنت في الدنيا بعثني الله خلقاً ليجازيك به يوم القيامة).
إذاً: لا تقصر في عمل المعروف ما دمت تقدر على ذلك، وإذا لم تستطع فادع له بالتيسير وستفرج إن شاء الله.