للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بيان عدم هداية الله للمسرف والكذاب]

قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} [غافر:٢٨] أي: مسرف على نفسه لم يتق الله، وكذاب أي: كذب ما جاء به كتاب الله، وما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، مسرف على نفسه.

والله لا يحب المسرفين، وليس الإسراف في المال فقط، بل أسوأ أنواع الإسراف أنك تسرف في تضييع حسناتك بالسيئات.

وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: (ما تعدون السارق فيكم؟ قالوا: يا رسول الله! السارق الذي يأخذ شيئاً ليس من حقه، قال: ما ذنبه عند الله؟ قالوا: كبيرة من الكبائر يا رسول الله! قال: ألا أنبئكم بأسوأ السرقات عند الله؟ قالوا: ماذا يا رسول الله؟! قال: الذي يسرق في صلاته)، يعني: الذي يصلي بسرعة، وهذا حرام، ويكتب عند الله لصاً؛ لأنه يسرق الصلاة؛ لأن الصلاة لها قواعد وقوانين، فهو يسرق هذه القوانين والقواعد ويعطلها، فهو لص، فإذا صليت فصل بتأن، اللهم اجعلنا من الخاشعين في صلاتنا يا رب! وأبو حنيفة رضي الله عنه، قيل له: يا أبا حنيفة! في كم تختم القرآن؟ قال لهم: في الصلاة أم في خارج الصلاة؟ يعني: السؤال ناقص هكذا، وسبحان الله! له ختم هنا وختم هنا، وأحدهم يقول لك: أنا مرة يا أستاذ! من سبع سنين ختمت القرآن في رمضان مرة، وهذا يقول لهم: في الصلاة أو في خارج الصلاة، فقالوا: لا، في الصلاة في كم تختم القرآن؟ فقال: في صلاة الليل أم في صلاة النهار؟ اللهم ربنا احشرنا في زمرة الصالحين.

<<  <  ج: ص:  >  >>