للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر مناداة الجنة لأصحابها والنار لأصحابها]

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليلة أسري بي شممت ريحاً طيبة، وسمعت صوتاً جميلاً، فقلت: ما هذا الصوت يا جبريل! وما تلك الرائحة؟ فقال: هذا صوت الجنة تنادي وتقول: يا رب! كثر حريري وذهبي وإستبرقي وسندسي وأشجاري وأطياري وأنهاري ولحمي وحوري ونوري فأرسل إلي عبادك المؤمنين)، وهكذا اشتاقت الجنة إلى أصحابها.

(فقال: اصبري يا جنة! فلك عندي كل مؤمن ومؤمنة عاش لا يشرك بي شيئاً)، لا إله إلا الله، عليها نحيا وعليها نموت وعليها نبعث إن شاء الله.

قال: (فردت الجنة: قد رضيت، قد أفلح المؤمنون، فيقول الله عز وجل: طوبى لك منزل الملوك) أي: أن الشخص المسكين الضعيف الذي لم ير شيئاً من الملك في الدنيا سيكون ملكاً في الجنة.

اللهم اجعلنا من أهلها يا رب العالمين! قال تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [الأنبياء:١٠٥]، فالعباد الصالحون هم الذين يرثون الأرض، اللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين! قال: (فسمع صوتاً سيئاً، وشم ريحاً خبيثة فقال: ما هذا يا جبريل؟! وما هذه الرائحة؟ قال: هذا صوت النار تنادي يا رب! كثر سلاسلي وأغلالي وغسليني وزقومي وغساقي، وكثرت ودياني وحياتي وعقاربي فأرسل إلي أصحابي، قال: لك كل جبار وكل ظالم وظالمة وكل مشرك لا يؤمن بيوم الحساب).

<<  <  ج: ص:  >  >>