للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[من ثمرات الطاعة بهاء الوجه]

كذلك من ثمرات الطاعة: بهاء في الوجه.

تنظر إلى المطيع وإلى الشاب الصالح تقول: يا أخي! الواحد يحب أن ينظر إلى هذا الوجه الذي فيه نور الإيمان، لكن انظر إلى الولد المرمي في النادي طوال اليوم ترى شكله والعياذ بالله مثل الكلب تجده بحاجة إلى من يجره ويضع له رخصة: لا إله إلا الله، عاش في موسيقى وقطع صلاة ومحرمات، ترى على وجهه القترة والغبرة، لكن انظر إلى العبد الصالح تجده بشوشاً، وكلامه هادئ، وهو لطيف متواضع، سلس سهل، راضٍ قانع، غير غضبان، فبهاء الوجه من ثمرات الطاعة ورقة القلب، والإقبال على الله، والمحبة في قلوب الناس، فمن اتقى الله أحبه الناس وإن كرهوه.

جاء أعرابي إلى مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان العرب أهل فراسة فنظر إلى رسول الله وقال: أشهد أن هذا ليس بوجه كذاب، هذا إنسان صادق، ولذلك لقي الأعرابي الرسول وبيده ضب فقال: كيف حالك يا محمد؟ قال له: بخير حال، ألا تسلم يا أعرابي، قال له: ومن يشهد لك؟ قاله: صحابتي، قال: لا؛ لأنهم يحبونك، فقال له: الضب الذي في يدك، فنظر إلى الضب وجده يقول بلسان عربي مبين: أشهد أنه رسول الله! ولقي النبي صلى الله عليه وسلم أعرابياً آخر وقال له: ألا تسلم يا أعرابي؟ قال له: ومن يشهد لك؟ فقال له: هذه الشجرة، ثم أمرها بأمر الله أن تأتي، فجاءت، ثم قال لها: عودي إلى مكانك بإذن الله، فقال: أشهد أنك رسول الله، فهذه المعجزات الحسية؛ وهذه أحاديث صحيحة، والرسول لا يحتاج إلى شهادة أكبر من شهادة الله له، قال تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:٤]، {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:١٠٧].

<<  <  ج: ص:  >  >>