قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ورأيت رجلاً وقد أحاطت به الظلمة من كل مكان يتخبط فيها)، عن يمينه ظلمة وعن شماله ظلمة ومن أمامه ظلمة ومن ورائه ظلمة، قال:(فجاءه حجه وعمرته فأضاء ما حوله فوجد نفسه بجواري).
فهذه وسائل للمغفرة ووسائل للنجاة، لكن لا يأخذ المرء من الدين ما يعجبه، فالإسلام نظام عام، قال تعالى:{مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ}[يوسف:٧٦] وهل الملك في وقته كان له دين؟ إنما الدين هنا هو النظام العام، فالدين الإسلامي نظام، فلا تأخذ من الدين الذي يعجبك وترفض ما لا يعجبك، وتقول: الدين قوي، الدين أخلاق، الدين سلوك، قال: نعم، ولكن ليس ضرورياً أن أصلي معك في المسجد، فإن قلت: لماذا هكذا؟ قال: هذه ليست واردة!! يعني: يأخذ الشيء الذي يعجبه ويرفض الشيء الذي لا يعجبه.
امرأة تصلي وتصوم ومطيعة لزوجها وتحضر دروس العلم، لكنها تقول: موضوع الحجاب هذا لم أقتنع به، لماذا لا تقتنعين به والله يقول:{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا}[الأحزاب:٣٦] أليست هذه الآية تخص جميع المسلمين.