أما الحميم: فهو ما اشتد حره، والغساق: ما اشتد برده، والحميم يقطع الأمعاء، فيشرب وراءه الغساق فيسقط منه جلده كله، ونأخذ لذلك صورة مبسطة: عندما تأتي بماء وتثلجه إلى درجة التجمد، ثم تشربه، فإنك تشعر بصداع، وهذا في الدنيا! فكيف سيشرب الغساق أولئك الذين لا يتقون الله عز وجل! ومن الذي يشرب الحميم والغساق؟ هو الذي لم يكن يتعب نفسه في الدنيا لله، يعني: انظر إلى تعبك في الدين فلن يضيع عند الله، المحجبة والمنقبة في الحر والعرق يتساقط منها، هل تضيع حبات العرق هذه عند الله؟ والله إن حبات عرقهن في الميزان يوم القيامة ثقيلة إن شاء الله رب العالمين، أما العارية هذه فنسأل الله أن يتوب على نسائنا وبناتنا.
وقال تعالى:{هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ * وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ}[ص:٥٧ - ٥٨] يعني: أنواعاً أخرى، زوجين من كل نوع من أنواع العذاب والشراب، والعياذ بالله رب العالمين.