ومن موجبات عذاب القبر: الإلحاد في الحرم، قال تعالى:{وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}[الحج:٢٥] قال العلماء: لو أن حمامة من حمام الحرم جاءت وجلست على كتفك فهششتها كذا فقد ألحدت في الحرم، ولو دخلت مكة ونويت أن تعمل ذنباً كتب ذنباً، ولو كنت في مصر ونويت أن تعمل ذنباً لم يكتب، بل إذا نويت عمله ولم تعمله كتب حسنة، ولكن إن نويت عمل ذنب في مكة في الحرم، أو حول الحرم داخل حدود مكة كتب الذنب وإن لم نصنعه، فالحسنة في مكة مضاعفة، والسيئة فيها أيضاً مضاعفة، وابن عمر لما كان يدخل مكة كان يعمل له خيمتين، خيمة يجلس فيها وهو محرم وحاج، فإذا جاء الناس يكلموه في أمور الدنيا خرج إلى الخيمة الثانية خارج الحرم؛ حتى يتكلم في أمر الدنيا؛ حتى لا يكون من الملحدين في الحرم.
واليوم يجلس الحجاج في الغيبة والنميمة وخلافات فيما بينهم، ويمسكون المشرف على الرحلة ويقولون له: أنت الذي أكلت مالنا، وهذا ليس حجاً.
نسأل الله أن يجعلنا إذا حججنا نحج كما أمر الله وكما يرضي الله عز وجل.