للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[كل إنسان يبعث على ما مات عليه]

وأبواب الجنة بعضها فوق بعض، ودركات النار بعضها تحت بعض والعياذ بالله.

فإذا وصلوا إلى الجنة إذا هم عندها بشجرة في أصلها عينان تجريان، فيشربون من إحداهما، فلا تترك في بطونهم قذىً ولا أذىَ إلا رمته، فتنظف بطونهم عند أول شربة، واليوم الطبيب إذا أراد أن يعمل لك تحليلاً يقول: اعطوه حقنة شرجية، تنظف الأشياء التي أكلها من الصباح، ولله المثل الأعلى، وهذه الشجرة يقال: إنها شجرة طوبى.

ونحن سنبعث على ما متنا عليه، فالذي مات وهو في درس العلم يبعث يوم القيامة وهو في درس علم، والذي يموت وهو يصلي يبعث يوم القيامة يصلي، والذي يموت وهو يحج يبعث يوم القيامة محرماً ملبياً، والذي يموت وهو يقرأ القرآن يكون في ظل العرش يقرأ القرآن حتى يفرغ الناس من الحساب، والذي يموت وهو يؤذن يبعث يوم القيامة وهو يؤذن، والذي يموت وهو يلعب طاولة يبعث وهو يلعب طاولة، وإذا نصحته وقلت له: يا سيدي! إن هذا حرام، يقول لك: فيها نص؟ وأنت إذا ذهبت إلى الدكتور وقال لك: خذ ثلاث ملاعق، لا تقل له: فيها نص.

فلا تترك في بطونهم قذىً ولا أذىً إلا رمته.

(ويغتسلون من الأخرى فتجري في وجوههم نضرة النعيم فلا تشعث رءوسهم).

ولما دخل أحدهم على الحبيب صلى الله عليه وسلم في المسجد منتفش الشعر، قال: (ما بال أحدكم يدخل علي أشعث الرأس كأنه شيطان، أفلا كان في بيته مشط؟) فمن الأدب في المظهر أن تمشط شعرك، (ويغتسلون من الأخرى فتجري في وجوههم نظرة النعيم، فلا تشعث رءوسهم، ولا تغير أبشارهم)، وجلدك وأنت ابن ستة أشهر غير جلدك وأنت ابن ست سنين، غير جلدك وأنت ابن ستين سنة، غير جلدك وأنت ابن مائة سنة، فالجلد يتغير ويتجعد.

وكان أبو بكر وعمره ستون سنة عندما يلقى أباه أبا قحافة وهو راكب الجمل لا ينتظر حتى ينيخ الجمل، بل كان يقفز من فوق الجمل حتى يلحق أباه ويأخذ بيده، اللهم لا تحرمنا صحبته في الجنة يا رب العالمين!

<<  <  ج: ص:  >  >>