يأكل حتى لا يقدر أن يقوم، والمسلم يقوم عن الطعام وما زالت له رغبة فيه، والشاعر الحكيم العربي قال: إذا وقع الذباب على طعام رفعت يدي ونفسي تشتهيه وتجتنب الأسود ورود ماء إذا رأت الكلاب ولغن فيه يعني: عندما يجيء الكلب فيشرب من بئر، فإن الأسد لا يشرب من البئر التي شرب منها الكلب؛ لأن الأسد ملك الغابة، فلا يشرب من مكان شرب الكلب بل سيدنا علي قال لـ كميل: يا كميل! أتحب الدنيا؟! قال: لا والله يا أمير المؤمنين! أنا أحب الحق والله هو الحق المبين، فمن أحب الحق كره الدنيا؛ لأن الدنيا هي الباطل، فأعجب سيدنا علي بإجابة تلميذه قال له: يا كميل! إن أحببت الدنيا فإنما هي جيفة، وطلابها كلاب، فإن أحببت أن تكون كلباً فكن.