ثم قالوا: يا ترى هل نضعه في لحد أو نضعه في شق؟ فكان في المدينة جماعة يحفرون القبور، وكان فيهم واحد مختص باللحد وواحد مختص بالشق، وهذا تعود لطبيعة التربة، فسيدنا أبو بكر قال: الذي سيصل الأول هو الذي سندفن الرسول بالطريقة التي هو مختص فيها، فجاء أولاً الرجل الذي يلحد، فلحدوا له ووضعوه في اللحد ثم حثوا عليه التراب.
فمن السنة أنك عند الدفن تحثو على جسد الميت فوق الكفن ثلاث حثيات، والإنسان لو يفكر في حاله وفي مآله وفي مصيره فإنه لا يتكبر ولا يظلم ولا يفتري ولا يفسق ولا يذنب، نسأل الله سبحانه أن يجعلنا وإياكم من أهل عليين، وأن يجعل قبورنا روضة من رياض الجنة.
فتحثو على الميت ثلاث حثيات، وتقول في أول حثية:{مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ}[طه:٥٥]، وفي الثانية تقول:{وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ}[طه:٥٥]، وفي الثالثة:{وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى}[طه:٥٥].
فلما رجعوا دخل سيدنا أنس يطمئن على السيدة فاطمة فالسيدة فاطمة لاقت أنس بشيء من الألم والأسى، فقالت: أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب على وجه رسول الله؟! فقال: هكذا أمرنا يا أم الحسنين أي: هو الذي أمر بهذا وعلمنا السنة صلى الله عليه وسلم، وجزاه الله عنا خير الجزاء وخير ما جازى نبي عن أمته.
اللهم اسقنا بيده الشريفة شربة من حوض الكوثر لا نظمأ بعدها أبداً، اللهم فرح بنا قلب نبينا، اللهم فرح بنا قلب نبينا، اللهم فرح بنا قلب نبينا، اللهم شفعه فينا، اللهم شفعه فينا، اللهم شفعه فينا، اللهم أسكنا معه في الفردوس الأعلى يا رب العالمين، إنك يا مولانا على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.