للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وقوف الناس لوزن أعمالهم بالميزان]

المسألة ليست من السهولة بمكان، أنا لا أصعب عليكم المسألة، ولكن من الأمانة العلمية أن ننقل النص كما جاء في الكتاب والسنة، فإذاً نحن نقف أمام الله عز وجل والغالبية العظمى منا إما شخص كثرت حسناته أو شخص كثرت سيئاته أو شخص استوت حسناته وسيئاته، كل ذلك بالميزان يوم القيامة، يقول الله: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [الأنبياء:٤٧]، هذه موازين، والميزان: وهذا الميزان توزن به الأعمال، وهذه الأعمال إما مادية أو معنوية، فالمادية يزنها الميزان؛ لأنها شيء محسوس.

أما المعنوية فيزنها رب العباد سبحانه، الذي يقول للشيء: كن، فيكون، يقول الله عن الكفار: {فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} [الكهف:١٠٥]، والوزن هنا هل هو وزن مادي أم وزن معنوي؟ إنه ميزان حسي أمام الناس كلهم لا نعلم كيفيته.

فتوضع حسناتك في كفة، وسيئاتك في كفة، وقد قلنا: إن قوله تعالى: {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ} [الإسراء:١٣]، المراد به النتيجة العامة إما من أهل الجنة أو من أهل النار، أما تفاصيل الأعمال فهذا موجود في السجلات التي تحت العرش، في الأرشيف الرباني، حيث يخرج لكل واحد منا من تحت العرش تسعة وتسعون سجلاً كل سجل مد البصر، فتجد كل الأعمال التي عملتها، عند ذلك تقول: {مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [الكهف:٤٩].

<<  <  ج: ص:  >  >>