قال النبي صلى الله عليه وسلم:(يؤخذ بأهل الكبائر الذين لم يتوبوا في الدنيا إلى النار، فيقال: يا مالك أدخلهم إلى جهنم)، فعندما يرى العصاة من أهل التوحيد ممن كانوا مقيمين على كبائر، كالسرقة أو الزنا، أو شرب الخمر، وما إلى ذلك من الكبائر يهللون، قال النبي صلى الله عليه وسلم:(فعندما يرى أهل التوحيد النار -والعياذ بالله- يهللون) أي: يقولون: لا إله إلا الله.
(فترتد عنهم جهنم) وهذا عندما تسمع كلمة التوحيد، فترجع إلى الوراء، (يقول القدير سبحانه: يا مالك! أدخلهم النار، فيأخذهم كل واحد منهم سائق وشهيد) هذا بيد وهذا بالأخرى، وأنواع العذاب أربعة وستون نوعاً في النار وهذا سيأتي معنا ضمن حلقات النار، وسنعرف لمن هذه الأنواع من العذاب التي وردت في كتاب الله سبحانه وفي سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وكل هذا موضح في الكتاب العزيز.
فنسأله تعالى أن يبعدنا وإياكم عن نار جهنم.
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم:(فتأتي النار لتحرق القلوب)، يعني: لتحرق الأفئدة، وهناك نوع من العذاب يتسلط على القلب فقط، فمن كان حسوداً وحقوداً في الدنيا، فهذا عذابه؛ لأن الحسد والحقد مكانهما القلب.
وهنا تقول خزنة جهنم:(يا جهنم! أتحرقين قلباً فيه لا إله إلا الله؟! أتحرقين لساناً قرأ القرآن مرة؟!)، اللهم اجعلنا من أهل القرآن، ومن العاملين به، ومن الذين يرتقون في الجنة بالقرآن يا رب العالمين.
إذاً: فتأتي النار ناحية الوجه، ويقول الخزنة:(يا نار! أتحرقين أذناً كانت تسمع كلام الله مرة؟)، وتجيء ناحية اليد فتقول الخزنة:(يا نار! أتحرقين يداً كانت تمتد بالصدقات وبالزكاة؟)، وتجيء ناجية الرجل، فتقول الخزنة:(أتحرقين أقداماً كانت تسير إلى بيت الله؟ فمنهم -أي: فمن عمل الكبائر- من يقضي في نار جهنم ساعة -الساعة هذه الله أعلم بوقتها- ومنهم من يقضي فيها جمعة -أي: أسبوعاً- وفيهم من يقضي جمعة، وفيهم من يقضي فيها شهراً، وفيها من يقضي سنة).
اليوم عند الله يوم القيامة بخمسين ألف سنة، وأكثر عذاب أهل النار عذاباً من أهل التوحيد من يمكث فيها كعمر الدنيا، وعمر الدنيا يعني: من ساعة ما خلق أبونا آدم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وكثير من الناس يستهين بعذابها {وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ}[النور:١٥] وبعضهم يقول: هذه بسيطة وليست مشكلة، كيف ليست مشكلة؟ القضية خطيرة.
إذاً: الشفاعة الثانية لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الشفاعة العامة: هي الشفاعة لمن خف ميزانه.
النوع الثالث من الشفاعة: الشفاعة في الذاهبين إلى جهنم، وسوف نأتي إلى حلقات النار والعياذ بالله وسنطرق قبلها حلقات الجنة.