للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ارتكاب البدع]

ومن ضمن موجبات عذاب القبر: ارتكاب البدع، ومن ذلك ما يقوم به جماعة من الصوفية، فيقومون بعمل حلقة يطلقون عليها: حضرة، ويريدون بذلك أن يرتقوا إلى غير ذلك من البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان، فمثل هذا الشيء لم يقم به الرسول عليه الصلاة والسلام ولا أبو بكر ولا عمر، ولا يعقل أن يقوم به أحدهم، فإن هذا الشيء ما جاء إلا في عصور التخلف، ولم يرد عن الصحابة ولا عن التابعين ولا عن تابعيهم.

وهم بذلك يدّعون أنهم يتفكرون، والإسلام يدعونا إلى التفكر في جميع أمور حياتنا وفي المخلوقات التي نراها: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الرعد:٣]، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [الرعد:٤]، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق:٣٧]، وقال تعالى وهو يحث: {قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُوا} [الأنعام:١١]، {قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا} [النمل:٦٩]، أي: تفكروا، وقال تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ} [آل عمران:١٩٠]، فكثير من آيات القرآن تدعو إلى إعمال الفكر والعقل.