للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فضل الشهادة في سبيل الله]

والشهيد يبعث يوم القيامة جرحه يشخب دماً، اللون لون دم، والريح ريح مسك، ومن لم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق.

يعني: كأن تقول في نفسك: لو أنهم ينتدبوننا لنحرر بيت المقدس، ونحارب ونخرج الاستعمار من البلدة الفلانية المسلمة.

فهذا حديث النفس، أن تحدث نفسك بالجهاد، وهذا أمر مهم، فيجب أن تحدث نفسك بالغزو، فمن مات ولم يغز أو يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق.

ومن خرج ليتعلم العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع، وسيدنا أنس بن النضر رضي الله عنه يقول: والله إني لأشم رائحة الجنة من دون أحد، وصحابي آخر يقول: يا رسول الله! إن قاتلت صابراً محتسباً فقتلت، أأدخل الجنة؟ قال: نعم، فقال: عجباً، ثلاث تمرات تؤخرني عن دخول الجنة! فرمى بهن ودخل في سبيل الله مقاتلاً محتسباً، فرزق الشهادة.

ومن رابط في سبيل الله ليلة حرم الله عليه النار.

وسيدنا أبو هريرة خرج ليلة فبحث عنه الصحابة فلم يجدوه، ثم جاء في الفجر إلى الجامع فسألوه: أين كنت يا أبا هريرة؟! فقال: كنت أحرس حدود المدينة.

وفي الجنة باب يسمى باب الريان يدخل منه الصائمون، وباب للعلماء وقائدهم سيدنا معاذ بن جبل رضي الله عنه، فهو حامل راية العلماء يوم القيامة، وهذا تشريف عظيم، فهو ليس إمام العلماء من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، بل والعلماء من جميع الأمم يأتون تحت راية معاذ بن جبل رضي الله عنه.

وللصابرين باب، ويأتون تحت قيادة سيدنا أيوب عليه السلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>