قال تعالى:{وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ}[التكوير:٣] هذه الجبال تسير! فتذهب إلى ما شاء الله، وهي عبارة عن أوتاد للكرة الأرضية، ومعلوم أن الكرة الأرضية التي نعيش عليها تدور حول نفسها وحول الشمس، تدور حول الشمس فتتكون الفصول الأربعة، وتدور حول نفسها ليتكون الليل والنهار.
والفصول الأربعة: الخريف والشتاء والصيف والربيع، أما الليل والنهار فإنه إذا غربت الشمس في القاهرة لم تغرب بعد في الإسكندرية، وإذا غربت في الإسكندرية لم تغرب في السلوم، وإذا غربت في السلوم لم تغرب في طبرق، وإذا غربت في طبرق لم تغرب في طرابلس، وإذا غربت في طرابلس لم تغرب في وهران، وإذا غربت في وهران لم تغرب في الرباط، وإذا غربت في الرباط لم تغرب في أمريكا، وكل ذلك حتى يبقى في الأرض من يوحد الله في كل لحظة.
إذاً: لا يوجد وقت ينتهي فيه الصلاة، وبذلك يستمر توحيد الله في الكون، قال تعالى:{فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ}[المعارج:٤٠] هنا مشرق وهنا مغرب، وفي كل حين تسبيح وتوحيد لله عز وجل، كذلك الطائفون حول الكعبة عندما يقفون للصلاة يبعث الله بعثاً من الملائكة يطوفون حتى لا ينقطع الطواف.
اشتكت الكعبة قلة زوارها زمناً من الأزمنة قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا كعبتي! وعزتي وجلالي لأخلقن أقواماً يحنون إليك كما يحن الطائر إلى وكره.