للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وادي أثام]

وهناك واد اسمه أثام، وهو الذي قال الله عنه: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} [الفرقان:٦٨].

وادي أثام واد فيه حيات وعقارب، كل حية وعقرب فيها من السم سبعون قلة من قلل هجر، وقلة هجر هذه ترجمتها بالمقياس القديم، وهجر هذه قبيلة عربية، كانت عندهم خزانات كبيرة، وكل خزان من هذه تسع خمسمائة رطل، فعندما ضربت وكعبت، وصلت إلى المساحة الحقيقية بالكيلو، فظهر أن كل حية أو عقرب فيها خمسة عشر طناً وخمسمائة كيلو من السم، وهذا لكل من يجعل مع الله إلهاً آخر، أو يشهد زوراً، أو يزني، أو يشرب الخمر، أو يأكل مال اليتيم، أو لا يأمر بالعدل، وهكذا إلى آخر هذه البلايا والعياذ بالله، فهذا يدخل إلى وادي أثام.

وقوله تعالى: {وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا} [الفرقان:١٣] أي: رموا في النار والعياذ بالله، {مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ} [الفرقان:١٣] أي: مسلسلين مقيدين، {دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا} [الفرقان:١٣] يقولون: واثبوراه! يعني: واهلاكاه وامصيبتاه! وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (فإذا بقي في النار من يخلد فيها وضعوا في توابيت من نار، فيها مسامير من نار، ثم جعلت تلك التوابيت في توابيت أخرى من نار، فقذفوا في نار الجحيم، فيرون أنه لا يعذب في النار غيرهم، ثم تلا ابن مسعود هذه الآية: {لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لا يَسْمَعُونَ} [الأنبياء:١٠٠]).

<<  <  ج: ص:  >  >>